ما الفرق بين الحب والحرب ؟حرف الراء
يفرق كثير بالهجاء
ولكن بالواقع
ليس بينهما فرق شاسع
فالحرب والحب تبدأ بكلمة وبنظر
كما أن النار تبدأ بشرر
للحرب قتلى
وللحب قبور لا تحصى لازال الحب يقتحم أسوار القلب ويزلزل كيان الانسان ويسلبه الراحة والامان ويصبح هاجسآ مؤلمآ ليل نهار بالرغم من الاحداث الخارجية والظروف القاهرة.
كنت أحسب أن الحب أعظم نِعم الانسان وأجملها وأرقها وأقواها شعورآ وأحساسآ بالحياة، ولم أعي بأن هذا الحب في أغلب قصصه وحكاياته لم يكن في حقيقته الا شقاءآ وعذابآ أشد وأذل من واقع الحياة المرير، فنادرآ ما نسمع بمحب يغرد بلحن سعيد او مغرم يطير فرحآ بسكرة الحب أنه حب مفقود به تنبض الحياة وتمحى آثار الحروب ويباد الطغاة وتتفتح الورود وتصير أرضنا فردوسآ وقلوبنا فراشات تحلق في رابية خضراء ولعل مثلنا الشعبي القديم «حب وقول واكره وقول» يكون قريباً من قولهم عن اباحة كل شيئ سواء في الحب او الحرب.. فعندما نحب نقول كل شيء جميل عن المحبوب وعندما نكره نقول كل قبيح عن المكروه.. فالقول مباح ومتاح في الحب وفي الحرب والفعل مباح في الحب وفي الحرب.
الحرب فوقع في الحب لتتحول الحكاية وتبدأ قصة اخرى طويلة من قصص الحب والغرام على ايقاع الحرب ووقعها المهول والمدمر دائماً.
اما الآن فمن يبحث في الحروب عن اخلاق الفرسان فهو واهم وساذج حيث لم تعدل للحروب من بقايا اخلاق الفرسان وتحول الحب الى اغتصاب واعتداء وهتك للاعراض تحركه غرائز شريرة اختلطت فيها الرغبة مع الانتقام وغابت المحبة وانقرضت اخلاق الفروسية.
وكان الحب يدفع للحرب بل للحروب تلو الحروب.. ألم تكن معظم حروب عنترة العبسي فارس فرسان زمانه من اجل «عبلته» التي كان يرى السيوف وهي تقطر من دمه كثغر عبلة المتبسم..!!
اليوم تلعب الميديا وتقوم بدور الشاعر في الحب كما في الحرب وتابع الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وسترى وتقف انهم قد اباحوا كل شيئ سواء في الحب او في الحرب.. اذن هي سيكيولوجية بشرية تكوّنت هكذا وان اختلف الزمان وتبدل المكان وتعاقبت العصور.
في الحروب حكايات مروعة تقشعر منها الأبدان.. وفي الحب حكايات ترتفع بمشاعر الانسان.. وترتقي بحسه.
وعندما نكتب «حب» او نكتب «حرب» يزيد حرف في الحرب لكن الواقع يشتعل وفرق بين اشتعال الحرب واشتعال الحب.. لكنني أسألكم هنا هل ظل مكان للحب في زماننا هذا؟؟
بقلم / سلامه مرجان