جمهوريات الأعلام ودولة الملوك والسلاطين والمافيات
بقلم: سامي التميمي
رئيس الجمهورية يمتلك مكتب أعلامي وناطق أعلامي . ونائبيه يمتلكون مكاتب أعلامية وناطقين أعلاميين .
رئيس الوزراء ونوابه كذلك يمتلكون مكاتب أعلامية وناطقين بأسمائهم .
رئيس البرلمان ونوابه وأعضائه وهم كثر يمتلكون مكاتب أعلامية وناطقين بأسمائهم .
رؤساء الكتل والأحزاب يمتلكون مكاتب أعلامية وناطقين أعلاميين عنهم وقنوات تلفزيونية أيضا .
الوزراء والمديريات المرتبطة بهم كذلك يمتلكون مكانب أعلامية وناطقين عنهم .
وزراة الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمخابرات وغيرها . فرقهم وقواعدهم يمتلكون مكاتب أعلامية وناطقين عنهم .
العتبات المقدسة والطوائف الأخرى أيضا لهم مكاتب أعلامية وناطقين عنهم .
المحافظين ونوابهم يمتلكون مكاتب أعلامية وناطقين عنهم
(شيوخ العشائر ) وهنا أكثر غرابة أصبحت أيضا لهم مكاتب أعلامية وناطقين عنهم .
قبل شهور أتصل بي أحد الأصدقاء ضناً منه بأن أساعده . ولكن تبين هذا صعب للغاية في دولة كثر فيها الفاسدين والمعقبين والمحتالين. والسماسرة . في رفع الظلم الذي وقع عليه من قبل أحد دوائر البلدية لا أريد أن أذكر أسمها منعاً للأحراج وعندما تأكدت لي أن ليس هناك مشكلة قانونية بل هي مجرد مساومة لدفع مبلغ . تحركت على بعض الأخوة الأعلاميين وطلبت رقم تلفونات بعض المسؤولين . وأذكر هنا. تحذيره أياي بان لاأتكلم معه مباشرة بل عن طريق مكتبه الأعلامي . ونسيت نفسي وقلت له لماذا لانتكلم معه مباشرة . لأننا في دول أوروبا نتكلم مع المسؤول مباشرة بالهاتف أو الأميل أو من خلال الحصول على موعد . ولكن هذا صعب ولم يتغير حال البلد ولا حكام البلد . تبين حتى لو وجدت الهواتف فهي غير حقيقية بل مجرد دعاية وخرافة . وهذا الموضوع تأكد لي من خلال الأتصال بالكثير من المسؤولين على مختلف مناصبهم ومسمياتهم بما فيهم أعضاء للبرلمان ومدراء وضباط وشيوخ عشائر . وفي مختلف القضايا والأوقات .
ومن أحد المواقف الطريفة جاء وفد للنرويج وبقية الدول الأوربية من قبل وزارة الداخلية للمساهمة في أيجاد حلول لبعض المشاكل بالأوراق الثبوتية للعراقيين . وتوسمتا خيراً بهم وأعطونا أرقام تلفونات . وعندما رجع ذلك الوفد للعراق وحاولنا الأتصال بهم مراراً وتكرار . لكن للأسف تبين بأن أغلب تلك الهواتف هي مجرد كذبة كبيرة ولاوجود لها .
وأيضا فبل شهور أيضا حاولنا أن نحصل أحد أرقام شيوخ العشائر لحل موضوع وخلاف بين شخصين وأيصال مبلغ من المال لأحدى العوائل المتعففة . قالوا لنا فقط حاولوا الأتصال بمكتبه الأعلامي وجربنا. مراراً وتكراراً ولم نحصل على نتيجة . وكان هذا المكتب الأعلامي مجرد للدعاية حضر الشيخ وسافر الشيخ ( وفصل وفاتحة وعرس وغيرها ) .
وبعد الملل من الأنتظار أستطعنا حل الموضوع من قبل ناس طيبون بسطاء .
ترى مالذي يحدث . من أدخل هذه المفاهيم والسلوكيات الخاطئة الى مجتمعاتنا. .
مالذي يدفع المسؤول بأن بختلق تلك الأكاذيب . ويسوف ويسوق لنفسه دعايات رخيصة عبر مكاتبه الأعلامية .
وهل فعلاً ان هذه المكاتب الأعلامية يتواجد فيها أعلاميين وياترى من هم وماهي توجهاتهم وما مدى مصداقياتهم
أخي المسؤول . دع عملك وفعلك وموقفك وشهامتك وبطولتك وأنسانيتك هي من تتكلم عنك وتروي للناس حكايات طيبة . وليس التسويق الأعلامي الكاذب . فان حبل الكذب قصير والشعب سيكتشفك اليوم وغداً وبعد حين .
(وقفوهم أنهم مسؤولون )
سامي التميمي