يقف قصر سيئون الواقع بمحافظة حضر موت شرقي اليمن الذي كان يوما مقرا للحكم، كعجوز في أيامه الأخيرة، بعدما عصفت به رياح الإهمال، في بلد تمزقه الحرب شر ممزق.ويختزل القصر الذي يرجع بناءه الأول إلى 500 عام مضت، ويعد أحد أكبر المباني المبنية من الطوب اللبن في العالم، فصولا هامة من تاريخ اليمن، ولأهميته وضعت صورته على العملة اليمنية.
وتواجه أجزاء من قصر "سيئون" خطر الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات الإهمال، ليصبح معلما آخر من معالم اليمن المهددة بالضياعويقول نائب رئيس هيئة المدن التاريخية في اليمن، عقيل نصاري، إن قصر سيئون بإقليم حضر موت تعرض كغيره من الآثار في اليمن إلى تدمير جزئي بفعل قلة الإمكانيات نتيجة الحرب، بجانب العوامل المناخية من سيول وأمطار.
ويضيف أن قصر سيئون كان قد تعرض لبعض الأضرار في مواسم الأمطار الماضية في العام 2018/2019، وتم ترميمه من قبل الجهات المختصة، حيث رممت السقوف والواجهات، لكن المبلغ الذي كان مخصصا للترميم غير كاف وتبقى السور الغربي والواجهة الشمالية من القصر بلا ترميم. ويحذر نصاري من أن الأضرار التي تقع في السور الغربي والواجهة الشمالية للقصر نتيجة تأثره بالأمطار قد تؤدي إلى انهيار جزء كبير منه حال لم يتم علاج تلك الأضرار سريعا وتوفير الأموال اللازمة، لافتا إلى أن القصر من الداخل بحالة جيدة جدا بعد أن تم ترميمه العام الماضي.ويعرف قصر سيئون بلونه الأبيض وأقواسه وزخارفه، ولعب هذا القصر دورا تاريخيا حيث كان مقرا للحكم في وقت الدولة الكثيرية، ونظرا لأهميته التاريخية وضعت صورته على العملة اليمنية فئة الـ"ألف ريال".
وبسبب الحرب الدائرة في اليمن، واجهت السلطات المحلية صعوبات في جمع الأموال من أجل صيانة المواقع المهمة، مثل القصر الذي يضم متحفا في سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت.وفي هذا الإطار، قال المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف في حضرموت حسين العيدروس في بيان للهيئة حصلت "سبوتنيك"على نسخة منه إن "هذا المبنى الطيني الضخم يعد من أهم المباني الطينية في اليمن بشكل عام وربما في الجزيرة العربية".
وتابع العيدروس إنه "مع ضخامة هذا المبنى وقدمه، فإنه تعرض للكثير من الأضرار، بسبب الأمطار، حيث تتشرب المباني الطينية المياه التي تتساقط عليها".ويتألف هذا المبنى الطيني من سبعة طوابق ويعتبر من بين الأكبر في العالم، وتحتفظ واجهته برونقها الأصلي، وأغلق المتحف أبوابه عند اندلاع الحرب عام 2015 وأعيد فتحه جزئيا في عام 2019. ويعتبر قصر السلطان الكثيري من أبرز المعالم التاريخية فى الوادى حيث يتميز بجماله وتناسقه وكبره، ويضم بداخله 45 غرفة والكثير من الملحقات والمخازن، وبنى القصر من الطين، حيث تزدهر فى وادى حضرموت العمارة الطينية إلى اليوم وذلك لملائمتها جو الوادي الذي يتميز بالحرارة والجفاف
الحصن القديم أو قصر سيئون أو قصر الكثيرى ،كما هو معروف في الوقت الحالي، هو قصر الحكم لسلاطين الدولة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت لفترة خلت من التاريخ، حيث اتخذه السلطان بدر أبو طويرق (من سلاطين آل كثير) مقرا لإقامته في العام 922 هجريا (1516 ميلاديا)، بعد أن جدد عمارته وبنى بجانبه مسجدا، ومن حينها أصبحت مدينة سيئون عاصمة للدولة الكثيرية وعاصمة للوادي ككل، وفي العام 1274 هجريا (1857 مـ) قام السلطان غالب بن محسن الكثيري بتجديد بناء القصر، ثم أكمله ابنه المنصور بن غالب الكثيري، وبعدها قام علي بن منصور الكثيري بإتمام العمارة بالشكل الذي نراه اليوم، وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355 هجري (1936 مـ)
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
صفحة من أقدم مصحف بالخط الحجازي للبيع في "كريستيز" في 28 تشرين الأول الجاري
آلاف القطع الأثرية المنهوبة من إفريقيا تُزين متحاف ومؤسسات أوروبية وبريطانية