> عمري 39 سنة، وتم لي استئصال كامل الغدة الدرقية بسبب ورم، وبعد 10 أيام من العملية أصبحت أعاني من التعرق الليلي. ما تنصح؟
قيصر قيصر – بريد إلكتروني
ــ هذا ملخص سؤالك. واستئصال الغدة الدرقية هو إجراء جراحي لمعالجة اضطرابات الغدة الدرقية مثل: الورم السرطاني، أو الورم غير السرطاني، أو زيادة نشاط الغدة الدرقية. وقد يشمل الاستئصال كامل الغدة أو جزءا منها أو الورم الذي فيها فقط، وذلك اعتماداً على السبب في إجراء جراحة للغدة الدرقية.
وعندما تتم إزالة «جزء» من الغدة الدرقية، من الممكن أن تعمل بقية الغدة الدرقية بشكل طبيعي بعد الجراحة في إنتاج هرمون الغدة الدرقية بكمية تكفي حاجة الجسم. وإذا تم استئصال «كامل» الغدة الدرقية، يحتاج المريض إلى تلقي علاج يومي بهرمون الدرقية لتعويض فقدان الجسم مصدر إنتاج هذا الهرمون.
وفي حالات سرطان الغدة الدرقية، يتم في الغالب استئصال كل الغدة الدرقية. وفي حالات الورم غير السرطاني للغدة الدرقية، يمكن إما إزالة كل الغدة الدرقية أو جزء منها وفق أمرين. الأول: مدى حجم التضخم فيها ومدى تسبب ذلك بعدم الراحة للمريض في تنفسه أو بلعه. والثاني: مدى تسبب هذا التورم غير السرطاني في زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية إلى حد التسبب في حالة «فرط نشاط الغدة الدرقية»، الذي ترافقه مجموعة من الأعراض، ومن بينها زيادة التعرق.
وللتوضيح، وفي حالات «فرط نشاط الغدة الدرقية»، قد يلجأ الطبيب إلى الحل الجراحي عندما لا تفلح الأدوية في التغلب على هذه المشكلة ولا يود المريض تلقي العلاج باليود المشع.
وفي حالات وجود عقد من الأورام في الغدة الدرقية، ولا يمكن للطبيب معرفة ما إذا كانت سرطانية أو غير سرطانية بعد اختبار عينة منها بخزعة الإبرة، قد يلجأ الطبيب إلى استئصال الغدة الدرقية إذا كانت تلك العقد من الأورام معرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسرطان.
ولاحظ أن هناك أسبابا عدة لـ«تورم وتضخم» الغدة الدرقية، منها نقص اليود، وهو عنصر ضروري لإنتاج الغدة الدرقية هرمون الغدة الدرقية. كما يمكن أن تتورم الغدة الدرقية عند إنتاجها للكثير من هرمون الغدة الدرقية في حالات مرض غريفز. وعكس ذلك يحصل عند كسل الغدة الدرقية في حالات مرض هاشيموتو الذي يرافقه تضخم الغدة الدرقية. وفي حالات ظهور العقد المتعددة في الغدة الدرقية تغدو الغدة الدرقية بالمجمل متورمة ومتضخمة. وربما تظهر عقدة واحدة متضخمة بشكل كبير كورم غير سرطاني. كما قد تتضخم الغدة الدرقية عند وجود ورم سرطاني.
ولذا تلاحظ أن هناك عدة حالات مختلفة عن بعضها تماماً يقال فيها إن الغدة الدرقية فيها «تضخم وورم». ولم يتضح لي من رسالتك ما النوع الذي كان لديك قبل العملية والذي من أجله تم إجراء العملية. كما لم يتضح لي من رسالتك ما هي حالة إنتاج هرمون الغدة الدرقية لديك قبل العملية. بمعنى هل كانت نسبة هرمون الغدة الدرقية طبيعية في الدم لديك، أو كان لديك فرط نشاط في إفراز هرمون الغدة الدرقية، أو كسل في الغدة الدرقية.
ومع ذلك، فإن زيادة التعرق (التي لا يصاحبها ارتفاع حرارة الجسم) تنجم غالباً عن ارتفاع مستوى هرمون الغدة الدرقية في الدم، سواء كان مصدر ذلك الارتفاع هو: العلاج الذي يعطيه الطبيب للمريض بعد العملية، أو زيادة خروج كميات هرمون الغدة إلى الدم خلال العملية الجراحية نفسها، أو بسبب استمرار بقاء تأثيرات النسب العالية لهرمون الغدة الدرقية في الدم بعد العملية الجراحية.
ولاحظ أن في كثير من الحالات بعد استئصال كامل الغدة الدرقية، يبدأ الطبيب بإعطاء المريض دواء يوميا يحتوي على كمية من هرمون الغدة الدرقية، وذلك لتعويض النقص الذي سيحصل لاحقاً في نسبته بالدم لا محالة. وعندما تكون تلك الجرعة عالية، تظهر آثار لذلك، ومن بينها زيادة التعرق. كما أن في حالات إجراء هذه العملية بسبب أن أنسجة الغدة تفرز كمية عالية من الهرمون، فإن بقاء بعض تلك الأنسجة بعد العملية قد يتسبب في بقاء حالة فرط إفراز الغدة الدرقية.
ولأنه يبدو من وصفك أن المشكلة بدأت بعد العملية الجراحية، يجدر مراجعة الطبيب والتأكد منه عن السبب، وخاصةً التأكد من مقدار جرعة دواء الغدة ومن نسبة هرمون الغدة في الدم لديك.
استشاري باطنية وقلب
مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض