أكد رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي الجنرال كلاوديو غرازيانو، أن الدول الغربية كافة قد تكون أخفقت في كابل، مشيراً إلى أن العنصر الزمني لم يكن مناسباً.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "العربية/الحدث" اليوم الخميس، أن هناك قواعد وشروط محددة للمهمات العكسرية، لافتاً إلى أن المهمة العسكرية تظل جارية إلى أن يتحقق هدفها، مؤكداً على "وجوب عدم إبلاغ العدو موعد خروجك".
كما، قال إن مغادرة أي مهمة عسكرية تكون عندما يتحقق الهدف، وتابع أن القوات الأوروبية لا تزال تعمل في كوسوفو والبوسنة ولبنان، مشيراً إلى أن المهمة يمكن تمديدها إذا تطلب ذلك.
استخلاص الدروس
في موازاة ذلك، أكد الجنرال وهو القائد السابق لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، أنه يتوجب استخلاص الدروس كافة مما جرى في أفغانستان.
وقال إن الغرب هزم في أفغانستان سياسياً وليس على الصعيد العسكري، حيث لم يتم تحقيق الأهداف.
وبشأن منطقة الساحل الأفريقي ومقاربة ذلك مما حدث في أفغانستان، أوضح لـ "العربية/الحدث"، أن الساحل يمثل حدود أوروبا الجنوبية، حيث تمثل الممر نحو المتوسط.
حماية حدود أوروبا
وأضاف أنه يجب أن نستثمر في بناء المؤسسات في منطقة الساحل، مشيرة إلى ذرورة الإسراع في ذلك واستخلاص العبرة من تجربة أفغانستان.
وقال إنه "من الضروري إعادة تنظيم فيالق القتال الأوروبية وجعلها جاهزة للانتشار في منطقة الساحل كي تثبت رغبة أوروبا في أن تكون فاعلاً استراتيجياً، وأن تحمي حدود أوروبا والسكان الذين هم في حاجة للحماية".
وأضاف أنه "في حالة الفراغ، ستكون أوروبا الوحيدة القادرة على تحمل المسؤولية في نطاق جهد أوروبي جماعي ومندمج مع المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية"، وتابع "إذا تأخرنا سيكون الأوان قد فات".
أوروبا: لن نعترف بطالبان إلا بشروط
يشار إلى أن تصريحات الجنرال تأتي في وقت أكد فيه الاتحاد الأوروبي الذي يجتمع وزراء دفاعه في سلوفينيا، اليوم الخميس، أنه لن يعترف بحكم حركة طالبان إلا وفق شروط معينة.
كما شدد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية، جوزيب بوريل، على أن أزمة أفغانستان ستدفع الاتحاد إلى التزود بقدرات أمنية ذاتية.
في حين، أوضح جونار ويجاند مدير شؤون آسيا والمحيط الهادي في المفوضية الأوروبية أن الاتحاد سيحتاج إلى التعامل مع طالبان، مؤكدا في الوقت عينه أن أوروبا لن تتسرع بالاعتراف رسميا بالحركة باعتبارها الحاكم الجديد لأفغانستان.
يشار إلى أن طالبان التي سيطرت على البلاد منذ أكثر من أسبوعين، أعلنت أكثر من مرة استعدادها للتعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية، محاولة طمأنة الغرب بأنها ستحافظ على حقوق الإنسان ضمن ما قالت إنها تعاليمها الدينية.
إلا أن العديد من المنظمات الحقوقية ومن الناشطين الأفغان، أبدوا مخاوف عدة من انتهاكات ترتكبها الحركة التي تحمل تاريخ قاتما من القمع، لاسيما خلال حكمها في التسعينيات.