على الرغم من تعهد حركة طالبان التي سيطرت على البلاد بعدم ملاحقة مسؤولين سابقين، تنفيذا لقرار العفو الذي أصدرته منذ دخولها العاصمة كابل، إلا أن ما يجري خلف الكواليس عكس ذلك.
فقد أكد أحد المطلعين أن الحركة تسعى إلى الوصول إلى حسابات ورسائل البريد الإلكتروني لمسؤولين في الحكومة الأفغانية السابقة.
غوغل تتحرك
فيما كشف شخص مطلع لوكالة رويترز اليوم السبت أن غوغل أغلقت بشكل مؤقت عددا غير محدد من حسابات البريد الإلكتروني للحكومة الأفغانية مع تزايد المخاوف بشأن البيانات الورقية الرقمية التي خلفها المسؤولون السابقون وشركاؤهم الدوليون.
إلا أن غوغل التابعة لشركة ألفابيت لم تؤكد أمس في بيان إغلاق حسابات الحكومة الأفغانية، موضحة أنها تراقب الوضع في أفغانستان و"تتخذ إجراءات مؤقتة لتأمين الحسابات ذات الصلة".
رفض الامتثال للأمر
بالتزامن، أكد موظف في الحكومة السابقة أن طالبان تسعى للحصول على رسائل البريد الإلكتروني للمسؤولين السابقين، مضيفا أنها طلبت منه أواخر الشهر الماضي (أغسطس 2021) الحفاظ على البيانات الموجودة على خوادم الوزارة التي كان يعمل بها.
وتابع "إذا قمت بذلك، فسيتمكنون من الوصول إلى البيانات والاتصالات الرسمية لقيادة الوزارة السابقة".
لكن هذا الموظف الذي لم تكشف رويترز عن الوزارة التي كان يعمل بها، رفض الامتثال للأمر، وفر بعيدا عن أعين عناصر الحركة.
كنز معلومات
يذكر أنه في الأسابيع التي تلت استيلاء طالبان السريع على أفغانستان، سلطت عدة تقارير الضوء على كيفية استغلال الحكام الجدد لقواعد البيانات البيومترية وكشوف المرتبات الأفغانية لملاحقة "أعدائهم".
كما أفاد مسؤولون أميركيون أيضا في وقت سابق الشهر الماضي أن الحركة صادرت أجهزة قياس بيومترية عسكرية أميركية يمكن أن تساعد في تحديد هوية آلاف الأفغان من الذين ساعدوا القوات الأميركية أو التحالف.
فقد أكد مسؤول في قيادة العمليات الخاصة المشتركة وثلاثة أفراد عسكريين أميركيين سابقين، لموقع The Intercept، في حينه أن أجهزة "HIIDE" المتطورة، والتي تكشف الهوية وقعت بين أيدي عناصر الحركة.
وأبدى هؤلاء المسؤولون قلقهم من إمكانية استخدام تلك البيانات الحساسة التي تحتويها هذه الأجهزة، من قبل طالبان.