إثر إطلاق سراح الساعدي القذافي، بعد سبع سنوات من سجنه في طرابلس، يتساءل كثير من الليبيين عمن بقي من عائلة القذافي بعد أكثر من عشر سنوات على الانتفاضة التي أطاحت به من السلطة؟
خلال «الربيع العربي»، وبعد 42 عاماً من السلطة من دون منازع، سقط معمر القذافي وأقاربه سنة 2011 بانتفاضة شعبية، منهم من قتل، ومنهم من سجن، ومنهم من نفي. وقد أدى سقوطه إلى سقوط أقاربه، وهم لاعبون رئيسيون في النظام السابق. فيما قتل ثلاثة من أبنائه، وهم معتصم وسيف العرب وخميس، خلال الانتفاضة. وقد أدى خميس دوراً كبيراً في قمع الاحتجاجات في بنغازي (شرق)، مهد الثورة.
بالنسبة لمحمد (52 عاماً)، وهو الابن الوحيد الذي كان ثمرة الزواج الأول للعقيد، فقد لجأ إلى الجزائر المجاورة عام 2011، ثم منح حق اللجوء في سلطنة عمان، وكذلك شقيقته عائشة، وهي محامية تبلغ من العمر 45 عاماً، أما شقيقه الساعدي (47 عاماً)، وهو لاعب كرة قدم سابق وزير نساء كما يردد كثير من الليبيين، فقد حاول من دون جدوى أن يؤسس مسيرة كروية في الدوي الإيطالي، قبل أن يقود وحدة نخبة عسكرية. وبعد لجوئه إلى النيجر عقب الانتفاضة تم تسليمه في 2014 إلى طرابلس، حيث أودع السجن، قبل أن يعلن القضاء الليبي أول من أمس إطلاق سراحه تنفيذاً لحكم قضائي يعود إلى سنوات.
وبالنسبة لهانيبال القذافي (46 عاماً)، وهو متمرد غريب الأطوار، فقد واجه نزاعات قانونية في فرنسا وسويسرا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وقد لجأ أولاً إلى الجزائر قبل أن يتوجه إلى لبنان للانضمام إلى زوجته، وهي عارضة أزياء لبنانية. وقد اعتقل في 2015 وهو مسجون هناك منذ ذلك الحين. فيما لا يزال مصير سيف الإسلام (49 عاماً)، الذي كان مرشحاً لخلافة والده، مجهولاً. وقد ظهر للمرة الأولى منذ سنوات في نهاية يوليو (تموز) الماضي، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، لمح فيها إلى احتمال ترشحه للرئاسة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وقد حُكم على سيف الإسلام بالإعدام عام 2015 في نهاية محاكمة سريعة، بعدما أسرته جماعة مسلحة من زنتن جنوب غربي طرابلس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، لكن المجموعة التي كانت تحتجزه رفضت تسليمه للسلطات في طرابلس، أو للمحكمة الجنائية الدولية التي، تلاحقه بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد اختفى أثره بعدما زعمت الجماعة المسلحة نفسها أنها أطلقت سراحه في يونيو (حزيران) 2017، لكن المحكمة الجنائية الدولية قالت إنها حددت مكانه في زنتن نهاية 2019.
أما زوجته الثانية صفية، فنفيت إلى سلطنة عمان، حيث كانت تطالب بانتظام بالعودة إلى بلدها. لكنها لم تلق آذاناً مصغية، رغم نفوذ قبيلتها في برقة، وهي منطقة كبيرة تقع شرق ليبيا.
أما قبائل القذاذفة، التي ينتمي إليها معمر القذافي، والمنتشرة خصوصاً في سرت (شمال شرق)، فقد «عانت» من نظام القذافي، وانتهى أمر العديد من أفرادها الذين أعربوا عن معارضتهم له في السجن، بحسب أستاذ القانون الليبي أماني الهجرسي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية.