استدعت الخارجية السودانية، أمس، السفير الإثيوبي، بيتال أمير، وذلك على خلفية العثور على 29 جثة جرفها نهر «ستيت» شرق محلية «ود الحليو» بولاية كسلا على الحدود بين البلدين، وطلبت منه نقل ذلك إلى سلطات بلاده.
وقالت «الخارجية السودانية» في بيان أمس، إنها أبلغت السفير الإثيوبي بأن الجثث تعود لمواطنين إثيوبيين من قومية «التيغراي»، تم تحديد هوياتهم بواسطة بعض الأفراد الإثيوبيين المقيمين بمنطقة ود الحليو. موضحة، أن السلطات المختصة في ولاية كسلا اتخذت الإجراءات اللازمة تجاه الجثث، وذلك بموجب أحكام قانون الإجراءات الجنائية لجمهورية السودان.
وبحسب «الخارجية السودانية»، فقد تم العثور على الجثث خلال الفترة الممتدة من 26 يوليو (تموز) حتى 8 أغسطس (آب) الماضي. ورأت أن تكون هناك معسكرات إيواء اللاجئين بعيدة عن الحدود الإثيوبية؛ حرصاً على سلامتهم، مع توفير الخدمات اللازمة لهم.
وأكد بيان «الخارجية» حرص الحكومة السودانية على الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين بموجب القانون الدولي، وبما تمليه عليها الأواصر الإنسانية تجاه الشعب الإثيوبي.
وكانت «الشرق الأوسط» قد نقلت عن شهود عيان في مطلع أغسطس الماضي، أن نهر «ستيت»، الذي ينبع في إثيوبيا ويصب في السودان، قد جرف نحو 50 جثة من داخل إثيوبيا، يرجّح أنهم قُتلوا أثناء محاولتهم عبور النهر إلى معسكرات اللاجئين على الأراضي السودانية.
وتضم منطقة ديما، التي انطلق منها اللاجئون لعبور النهر فراراً إلى السودان، معسكراً كبيراً للقوات الإثيوبية. وقد أفاد شهود العيان، بأن بعض الجثث تظهر عليها ثقوب أعيرة نارية؛ ما يرجّح تعرضهم لهجوم قبل وأثناء محاولة عبورهم النهر إلى معسكر للاجئين في منطقة «حمدايات» داخل الأراضي السودانية.
ومن بين الجثث التي تم العثور عليها طافية في النهر، جثث رجال ونساء وأطفال، بعضهم تم تقيدهم بالحبال. ورجحت المشاهدات الأولية، التي أجرتها السلطات السودانية بمساعدة لاجئين إثيوبيين أن تكون الجثث من قومية «التيغراي» التي تقاتل القوات الإثيوبية. واستعادت جبهة تحرير «التيغراي» إقليمها بعد ثمانية أشهر من سيطرة الحكومة المركزية في أديس أبابا، ويفرض مقاتلو الجبهة سيطرتهم على مناطق واسعة داخل الإقليم.
وشهد الشهر الحالي عبور نحو 3 آلاف لاجئ إثيوبي إلى ولاية القضارف المتاخمة لإثيوبيا، إثر تجدد المعارك التي تدور بين جبهة «التيغراي» ومجموعات أخرى بالقرب من الحدود السودانية.
وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيلبو غراندي، قد سجل زيارة إلى معسكرات اللاجئين بولايتي كسلا والقضارف، شرق السودان، في نهاية أغسطس الماضي. في حين تشير تقديرات السلطات السودانية إلى وجود نحو 70 من اللاجئين من الإثيوبيين في المعسكرات ومراكز الاستقبال منذ اندلاع النزاع بين الحكومة الفيدرالية ومقاتلي «التيغراي» العام الماضي.
ويشكل الصراع في إقليم التيغراي والأوضاع الإنسانية المتردية مصدر قلق كبير لدول الجوار الإثيوبي، السودان وإريتريا، من التأثيرات الأمنية والإنسانية، وحالة عدم الاستقرار في المنطقة. كما يمارس المجتمع الدولي ضغوطاً متزايدة على أطراف النزاع في إثيوبيا لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الاقتتال، وعدم التعرض للاجئين الفارين.