أعرب متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، الخميس، عن قلق الاتحاد بعد تعيين حركة طالبان حكومة مؤقتة في أفغانستان.
وقال المتحدث في بيان إن الحكومة المعينة من جانب طالبان "لا ترقى إلى مستوى وعود الحركة المعلنة بشأن الحاجة إلى حكومة شاملة تعكس التنوع السياسي والديني والعرقي في أفغانستان".
وأكد أن تشكيل "حكومة شاملة هو عنصر أساسي لأفغانستان مستقرة وسلمية. كما أنه معيار أساسي لانخراط الاتحاد الأوروبي".
وتابع المتحدث: "يتوقع الاتحاد الأوروبي مثل هذا الشمول والتمثيل في التكوين المستقبلي للحكومة".
وميدانيا، تصاعدت حدة التوتر الداخلي في أفغانستان على خلفية الممارسات القمعية التي تتخذها وزارة الداخلية المعينة من طالبان حديثا ضد المتظاهرين في مناطق متفرقة من البلاد، كان آخرها قطع الإنترنت في كابل لعدم إيصال صوت المظاهرات التي تحدت حظر الحركة للاحتجاجات.
وبحسب وسائل إعلام، فإن طالبان هددت المتظاهرين بعواقب جسيمة في حال استمرار احتجاجاتهم. وكانت وزارة الداخلية قد صرحت في وقت سابق بمنع التجمهر تحت أي ظرف حتى إشعار آخر.
وقالت "فرانس برس" إن طالبان أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في مدينة هرات بعد أن رفعوا علم أفغانستان القديم.
وذكر شهود عيان أن الرفض الشعبي لطالبان يأتي بسبب ممارساتها التي تشكك بنيتهم التغيير، خاصة أن حقيبة الداخلية أسندت إلى سراج الدين حقاني، المصنف على قائمة الإرهاب الأميركية لقربها من القاعدة.
وفي مؤتمر صحافي، الثلاثاء، حذر المتحدث الرئيسي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الناس من النزول إلى الشارع.
وقال: "إلى أن تفتح جميع المكاتب الحكومية، ويتم شرح قوانين الاحتجاجات لا ينبغي على أحد التظاهر".
وروى صحافيان أفغانيان لوكالة "فرانس برس" عن الضرب الذي تعرضا له بعد احتجازهما لساعات من قبل عناصر "طالبان" إثر اعتقالهما لتغطيتهما احتجاجا في العاصمة الأفغانية كابل.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، تم القبض على الرجلين خلال مظاهرة يوم أمس الأربعاء واقتيدا إلى مركز للشرطة في العاصمة، حيث قالا إنهما تعرضا للكم والضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية والسياط بعد اتهامهما بتنظيم الاحتجاج.
وقال المصور نعمة الله نقدي للوكالة: "وضع أحد عناصر طالبان قدمه على رأسي وسحق وجهي بالخرسانة. ركلوني في رأسي.. اعتقدت أنهم سيقتلونني"، مشيرا إلى أن "عناصر طالبان اعتقلوا كل من كانوا يصورون واستولوا على هواتفهم".
وتتصاعد الاحتجاجات الرافضة لحكم طالبان منذ إعلانها، الثلاثاء، عن حكومتها، وذلك بعد أيام من استيلاء الحركة على السلطة في هجوم خاطف أطاح الرئيس أشرف غني.
وطالبان التي اعتادت أن تحكم من دون منازع، تواجه الآن تحديا جديدا منذ أيام. وفي دليل على أن المجتمع الأفغاني تحرر خلال 20 عاما، خرجت تظاهرات عدة ضد النظام الجديد في المدن الكبيرة.
وللمرة الأولى الثلاثاء، اتخذت الاحتجاجات منعطفا داميا في هرات (غرب) حيث قتل شخصان وأصيب ثمانية بأعيرة نارية خلال مسيرة مناهضة لطالبان، بحسب طبيب محلي.
وظل الوضع هادئا إلى حد ما الأربعاء. وأشار صحافي في وكالة فرانس برس إلى أن حركة طالبان قامت بتفريق تجمع صغير بسرعة في كابل. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأمر نفسه حدث في فايز آباد (شمال شرق البلاد).
وقال ذبيح الله مجاهد إن "هذه التظاهرات غير شرعية ما دامت المكاتب الحكومية لم تفتح ولم تعلن القوانين بعد"، مطالبا وسائل الإعلام "بعدم تغطيتها".
كذلك، أطلقت عيارات نارية في الهواء الثلاثاء في كابل لتفريق تظاهرات تحتج خصوصا على القمع العنيف لطالبان في منطقة بانشير حيث شكّلت حركة مقاومة ضدها، وعلى التدخل الباكستاني المزعوم في الشؤون الأفغانية.
وذكرت جمعية الصحافيين الأفغان المستقلين التي تتخذ في كابل مقرا أن 14 صحافيا، من أفغان وأجانب، أوقفوا لفترة وجيزة خلال الاحتجاجات قبل إطلاق سراحهم.