تستمر تداعيات مقتل طفل كردي في ضواحي ولاية شرناق جنوب شرقي تركيا حتى الآن رغم أنه فقد حياته يوم الجمعة الماضي، في المشفى متأثّراً بجروحه بعدما سحقته مركبة عسكرية للجيش التركي بالقرب من المدينة ذات الغالبية الكردية، فقد أرسل حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد مذكّرةً نيابية إلى وزير الداخلية التركي، وكذلك دان 14 فرعاً من فروع نقابة "المحامين الأتراك" مقتل الطفل ميهراتش ميرأوغلو.
وتطالب عائلة ميرأوغلو، بمقاضاة سائق المركبة العسكرية الذي تسبب في مقتل طفلهم الذي كان يبلغ من العمر 7 سنوات ويستعد لدخول المدرسة، حيث كان سيبدأ عامه الدراسي الثاني، وهو الأصغر بين 6 أشقاء.
"حزن كبير"
وعبّر صالح، والد الطفل الكردي عن "حزنه الكبير"، لأنه لم يلتقِ بابنه في اليوم الذي فارق فيه الحياة نتيجة سفره إلى مدينة إسكندرونة قبل الحادثة بثلاثة أيام، مطالباً السلطات الأمنية باتخاذ تدابير تحدّ من حوادث الدهس التي راح ضحيتها العشرات في المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب وجنوب شرقي تركيا.
وقال لـ "العربية.نت" إن "العدالة يجب أن تأخذ مجراها، وينبغي أن يُعاقب سائق المركبة حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث من جديد"، مشدداً على أن "هذا الأمر هو الطلب الوحيد لعائلته".
كما أوضح أن الحادثة وقعت في شارعٍ غير مزدحم، بينما كان طفله يقود دراجة هوائية، لكن السلطات لم تلق القبض حتى الآن على السائق، واكتفت بتسجيل إفادته التي قدّمها للمدعي العام ثم خرج من مكتبه دون أن يُسجن.
السلطات لم تتحرك
بدورها، أكدت محامية وكلتها عائلة الطفل متابعة الشكوى التي تقدّمت بها لدى الجهات الأمنية أن "السلطات لم تتحرك حتى الآن"، مضيفة "لذلك سنستمر بالضغط عليها قانونياً حتى يتم سجن سائق المركبة الذي تسبب بمقتل ميرأوغلو".
من جهته، كشف مصدر من حزب "الشعوب الديمقراطي" أنه لم يتلق أي رد على المذكّرة النيابية التي أرسلها لوزير الداخلية التركي سليمان صويلو بشأن حوادث دهس المارة المتكررة من قبل مركبات الجيش التركي في المدن ذات الغالبية الكردية.
وتساءل "إن لم تكن مثل هذه الحوادث ذات دوافع عنصرية بالفعل، فلماذا تحصل في المدن ذات الغالبية الكردية وحدها؟".
يشار إلى أنه منذ بداية العام الجاري ولغاية العاشر من شهر سبتمبر الحالي، فقد 5 أطفال حياتهم بعد 7 حوادث اصطدام مركباتٍ عسكرية بمارة. كما أصيب 5 أطفال آخرين مع رجلٍ بالغ، وفق ما ذكر حسين كاتشماز النائب في البرلمان التركي عن الحزب المؤيد للأكراد.
وإلى جانب الحزب المؤيد للأكراد وبعض فروع نقابة "المحامين الأتراك"، طالب فنانون أتراك بالعدالة للطفل ميرأوغلو.
وكتب النجم باريش آتاي في تغريدةٍ على حسابه في موقع "تويتر": "يجب أن نسأل وزير الداخلية" عن هذه الحوادث، وأرفق تغريدته بمجموعة من الأسئلة التي وجهها لصويلو حول مقتل ميرأوغلو.