لا يزال هروب الأفغانيات مستمراً، خوفاً من القمع في ظل حكم طالبان، بما في ذلك الفنانون والموسيقيون والرياضيون وكل ما ينبض بالحياة.
فقد عبرت قرابة 20 لاعبة كرة قدم من أفغانستان، بما في ذلك العديد من اللاعبين الشباب، إلى باكستان مع عائلاتهم، للانضمام إلى عدد متزايد من النساء والفتيات الأفغانيات البارزات اللائي يهربن من بلادهن.
وفي المجموع، عبر أكثر من 75 شخصاً من لاعبات ومدربين ومدربات وأفراد عائلاتهم الحدود مع باكستان متوجهين إلى مدينة لاهور، حيث تم الترحيب بهم بأكاليل من الزهور.
الانتقال إلى بلد ثالث
وسيمكثون في باكستان لمدة شهر قبل الانتقال إلى بلد آخر. وتأمل حوالي ثلاثين أخريات لا يزلن في أفغانستان، في أن يتمكنّ من مغادرة البلاد قريبًا.
بدوره، كتب شودري فؤاد حسين، وزير الإعلام الباكستاني، في تغريدة على تويتر، أمس الأربعاء، قال فيها إن أعضاء الفريق دخلوا باكستان من معبر تورخام الحدودي باستخدام التأشيرات الباكستانية.
من جانبها، قالت خالدة بوبال، القائدة السابقة للمنتخب الأفغاني لكرة القدم النسائية ومؤسسة الفريق المحلي، إن اللاعبين يشملون أعضاء في المنتخب الوطني للشباب الأفغاني، بالإضافة إلى مجموعة من الفتيات المراهقات من فريق إقليمي فاز بلقب الدوري الممتاز للسيدات الأفغان في عام 2019.
أحرقت منازل اللاعبات في هرات
وأضافت بوبال، متحدثة في مقابلة هاتفية من الدنمارك مع صحيفة "واشنطن بوست"، إنها قادت الجهود لمساعدة اللاعبين على الهروب.
كما أوضحت أنه في إقليم هرات غرب أفغانستان، حيث يعيش لاعبو الفريق الإقليمي، أحرقت منازل اللاعبين وأخذت طالبان عائلاتهم في منتصف الليل.
في السياق ذاته، قال مصدر مقرب من الفريق لوكالة "فرانس برس" إن اللاعبات حاولن الفرار من البلاد منتصف أغسطس الفائت، لكن علقن بعد الهجوم الدامي الذي وقع في 26 من الشهر ذاته بالقرب من مطار كابل.
وأوضح أنه تلقى طلب إخلاء من منظمة غير حكومية أخرى وأرسله إلى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، الذي أعطى موافقته على استقبال اللاعبات في باكستان.
اللاعبات كنّ في وضع خطير
يشار إلى أن هذا الإجلاء يضاف إلى لاعبات المنتخب الأول وعائلاتهن، اللواتي لجأن في أغسطس الفائت إلى أستراليا.
وقدّر الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (فيفبرو) سابقاً أن اللاعبات الأفغانيات اللواتي تم إجلاؤهن كنّ في وضع خطير وأن العديد من الرياضيات لا يزلن في خطر.
يذكر أن نظام طالبان السابق كان حظر الرياضة النسائية، وأعاد تخصيص ملعب كرة القدم الوطني إلى منتدى لقطع الرؤوس في الأماكن العامة.
ثم، تحت قيادة الجيش الأميركي، بدأت كرة القدم النسائية في الازدهار. وبحلول عام 2002، كان المراهقون الأفغان يتسللون من منازلهم لتنظيم بطولات صغيرة.