عادت الاحتجاجات الطلابية بقوة مرة أخرى إلى تركيا وكانت شبيهة بالتظاهرات التي شهدتها البلاد قبل أشهر اعتراضاً على تعيين مليح بولو، أحد المقرّبين من الرئيس رجب طيب أردوغان، كعميدٍ لجامعة البوسفور، لكن هذه المرة الطلبة يتظاهرون لسبب آخر.
ومنذ أيام يتظاهر بشكل يومي آلاف الطلبة في عدد من جامعات البلاد بينها اسطنبول وإزمير، اعتراضاً على ارتفاع إيجارات المنازل في المدن التي انتقلوا إليها بهدف الدراسة فيها.
وقد بلغت زيادة الإيجارات في بعض المناطق نحو 60% مع عودة الطلبة إليها في بداية العام الدراسي.
وقال عدد من الطلبة المشاركين في تلك الاحتجاجات لـ"العربية.نت": "لدينا زملاء ينامون في الحدائق لعدم قدرتهم على استئجار الشقق، ولذلك بدأنا بالتظاهر وسنستمر في ذلك حتى تحقيق مطالبنا"، رغم أن الرئيس التركي انتقد تلك التظاهرات مطلع الأسبوع الحالي وشكك في وجود طلبة بين المحتجين.
كما قال طلبة آخرون إن "ارتفاع إيجارات البيوت مرتبط بتدهور سعر صرف الليرة التركية"، التي سجّلت أدنى مستوى لها قبل أيام أمام الدولار الأميركي.
وعلق آلاف الطلبة دراستهم بعد فشلهم في الحصول على مأوى بأسعارٍ مقبولة، على ما ذكر بعضهم لوكالة الأنباء الألمانية والذين شددوا في تصريحاتهم على أن "من بين المشاركين طلبة بلا سكن حرفياً".
وبموازاة ذلك، نصب عدد من الطلبة الخيام في بعض حدائق ومتنزهات كبرى مدن البلاد، على خلفية ما أطلقوا عليه "الزيادات الاستثنائية" في الإيجارات في الأماكن القريبة من الجامعات التي يدرسون فيها، مطالبين الحكومة بإنشاء المزيد من المساكن الجامعية والعمل على تخفيض إيجار المنازل في الأحياء التي تقع بالقرب من جامعاتهم.
واتخذت السلطات الأمنية إجراءات ضد عشرات الطلبة، يوم أمس الثلاثاء، في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات التي تستمر حتى الآن، وعلى إثرها احتجزت 80 طالباً في مدينتي اسطنبول وإزمير.
وأعلنت ولاية اسطنبول يوم أمس عن احتجاز الشرطة 28 طالباً على خلفية خروجهم في تظاهراتٍ غير "مرخصة"، لكنها أفرجت عنهم لاحقاً.
وكشف مصدر في المعارضة التركية لـ"العربية.نت" أن "الشرطة تواصل احتجاز العشرات من الطلبة، بينما يحاول محامونا إطلاق سراحهم".
ويدعم أكبر حزبين معارضين في البلاد وهما "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديمقراطي"، الاحتجاجات الطلابية، بحسب المصدر السابق. وقد سبق لكلا الحزبين أن دعما تظاهراتٍ شبيهة قبل أشهر.
وعرض رؤساء بلديات وسكان محليون، المساعدة في تأمين السكن لبعض الطلبة، في حين وصف أعضاء في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعّمه أردوغان، الاحتجاجات بأنها "استفزازية" للحكومة.
ومنذ المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم الرئيس أردوغان والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من عام 2016، تظاهر الطلبة الجامعيون والأكاديميون مراراً على خلفية تعيين الرئيس التركي لرؤساء الجامعات بموجب مراسيم يصدرها شخصياً. وغالباً ما كان يعين المقرّبين منه في تلك المناصب كما فعل عند تعيين 11 رئيساً جديداً لعدد من جامعات البلاد مطلع فبراير الماضي.
وكانت الجامعات التركية تنتخب رؤساءها، لكن هذا الأمر لم يعد يحصل، إذ تولى أردوغان مهمة تعيين رؤساء الجامعات بموجب مراسيم يصدرها، وذلك منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي حصلت قبل أكثر من 5 سنوات.