رفض الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون، الأربعاء، عرضاً للحوار قدّمته إليه الولايات المتحدة، معتبراً إيّاه محاولة من واشنطن "لإخفاء خداعها وأعمالها العدائية"، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي في بيونغ يانغ.
ونقلت صحيفة "رودونغ سينمون" الرسمية عن كيم قوله أمام "المجلس الأعلى للشعب" إنّه "منذ تسلّمت الإدارة الأميركية الجديدة مهامها، فإنّ التهديد العسكري للولايات المتحدة وسياستها العدائية ضدّنا لم يتغيّرا على الإطلاق، بل أصبحا أكثر خداعاً".
وفي رد لاحق، أعلنت الولايات المتّحدة الأربعاء أنّها لا تضمر لكوريا الشمالية "أيّ نوايا عدائية"، وتدعوها مجدّداً للدخول في حوار من دون أيّ شروط مسبقة.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية إنّ "سياستنا تهدف إلى مقاربة تدريجية وعملية لدبلوماسية جادّة ودائمة مع كوريا الشمالية"، مجدّداً التأكيد على أنّ إدارة الرئيس جو بايدن مستعدّة للقاء مسؤولين كوريين شماليين من دون أي شروط مسبقة.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مراراً عن استعدادها للقاء مسؤولين كوريين شماليين في أي مكان وزمان ومن دون شروط مسبقة، وذلك في إطار الجهود الرامية لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.
لكنّ المحادثات بين واشنطن وبيونغ يانغ مجمّدة منذ فشل القمة التي عقدت في 2019 في هانوي بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
ومنذ تولّى كيم السلطة طوّرت كوريا الشمالية برامجها التسلّحية، لكنّها لم تجرِ أيّ تجربة نووية أو باليستية لصواريخ عابرة للقارات منذ 2017.
مجلس الأمن يبحث صاروخ بيونغ يانغ المتطور
وإلى هذا، أفادت مصادر دبلوماسية الأربعاء أنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد الخميس اجتماعاً طارئاً حول كوريا الشمالية بطلب من كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وذلك غداة إعلان بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح صاروخاً يفوق سرعة الصوت.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس إنّ الجلسة ستعقد مبدئياً في الصباح وخلف أبواب مغلقة، من دون أن يوضح ما إذا كان سيصدر في أعقابها بيان عن المجلس.
ويُعتبر الطلب الثلاثي بعقد هذه الجلسة الطارئة أول موقف موحّد تتّخذه واشنطن وباريس ولندن منذ الأزمة التي اندلعت بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا من جهة ثانية، بسبب قضية الغواصات الأسترالية.
كما أنّها المرة الأولى منذ فترة طويلة التي تبادر فيها الولايات المتّحدة لطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن كوريا الشمالية.
وفي الفترة السابقة، كانت فرنسا هي التي تبادر، في كل مرة تجري فيها كوريا الشمالية تجربة صاروخية، إلى طلب عقد اجتماع لمجلس الأمن، مدعومة في ذلك من أعضاء أوروبيين آخرين ولكن غير دائمين في المجلس.
بيد أنّ مجلس الأمن فشل في كل تلك الاجتماعات في الخروج بموقف موحّد إزاء كوريا الشمالية.
وفي 2017 أصدر مجلس الأمن الدولي، بمبادرة من إدارة الرئيس الأميركي وقتذاك ترمب، ثلاثة قرارات فرض بموجبها عقوبات اقتصادية مشدّدة على بيونغ يانغ عقب إجرائها تجربة نووية وتجارب صاروخية.
وأعلنت كوريا الشمالية الأربعاء أنّها اختبرت بنجاح صاروخاً أسرع من الصوت، ما يشكّل أحدث تقدّم للدولة المسلّحة نووياً على صعيد تكنولوجيا الأسلحة.
وهذه ثالث تجربة صاروخية تجريها كوريا الشمالية هذا الشهر. وكانت التجربة الأولى جرت على صاروخ كروز بعيد المدى، في حين جرت التجربة الثانية على صواريخ باليستية قصيرة المدى.
واعترفت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الصاروخ الذي أطلقته كوريا الشمالية، الثلاثاء، طراز جديد أسرع من الصوت.
وقالت الوكالة الرسمية إن تطوير منظومة الأسلحة الجديدة يعزز من قدرات بيونغ يانغ الدفاعية. ولم يشهد الزعيم الكوري الشمالي، كيم، إطلاق الصاروخ (هواسونغ-8)، وفق تقرير الوكالة.
وكانت الكوريتان أطلقتا صواريخ باليستية يوم 15 سبتمبر، في إطار السباق بين الدولتين المتنافستين على تطوير أسلحة متقدمة.