يتخوّف معارضون للحكومة التركية يقيمون خارج البلاد من عمليات الملاحقة والاختطاف التي تطال بعضهم عبر وكلاء ومندوبين للاستخبارات التركية ينشطون في مختلف دول العالم بينها دول عربية وأوروبية، حيث يحاولون اختطاف خصوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونقلهم إلى تركيا كما يفعلون عادة مع أنصار الداعية فتح الله غولن والأكراد.
وكشف صحافي فرنسي عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر" عن مخطط لجهاز الاستخبارات التركي يستهدف معارضي أردوغان من أنصار غولن والأكراد في عدد من الدول الأوروبية بينها سويسرا، بالإضافة لقرغيزستان وكينيا وماليزيا.
وقال الصحافي الفرنسي غيوم بيرييه، في سلسلة تغريدات، إن "الآلاف من العملاء السرّيين للاستخبارات التركية يواصلون مهامهم في مطاردة خصوم الرئيس التركي"، مؤكداً أنه "تمّت إعادة 115 شخصاً من 33 دولة بشكل قسري إلى تركيا بعد اختطافهم".
ويزيد عدد الأشخاص الذين أعلن الصحافي الفرنسي عن عودتهم قسراً إلى تركيا، بمقدار 33 شخصاً عن آخر إحصائية نشرتها مؤسسة "فريدوم هاوس" الأميركية والتي أكدت في منتصف شهر يونيو الماضي، إعادة الاستخبارات التركية لمئة شخص إلى بلادهم بعد اختطافهم في دول متفرّقة حول العالم.
وندد صحافي تركي مقرّب من غولن، بعمليات الاختطاف التي طالت معارضين لأردوغان في الخارج ومن ثم تمّ نقلهم إلى الأراضي التركية، متهماً الحكومات الأوروبية التي يُخطف هؤلاء الخصوم على أراضيها باتباع سياسة "غير عادلة" حيال ذلك.
وقال يافوز آلتون، المقيم خارج تركيا، إن "حكومة أردوغان تستخدم حركة غولن والأكراد كذريعة لممارسة القمع داخل البلاد وخارجها، ومع ذلك لا تتفاعل الحكومات الأوروبية مع هذه المسألة لحاجتها للتعاون مع أنقرة في مختلف المجالات".
وأضاف لـ"العربية.نت" أن "الدبلوماسيين الأتراك يتصرّفون بحساسية بالغة بشأن عمليات الاختطاف مع نظرائهم الغربيين، لكن مع ذلك تم القبض على عملاء للاستخبارات التركية مؤخراً في أوروبا، وقد ضغطت بروكسل على حكومة كوسوفو بعد اختطاف عدد من أنصار غولن فيها".
وتابع أن "الحكومة التركية ترى في أنصار غولن والأكراد أعداء وجوديين، ولذلك تحاول اختطافهم رغم أن هذا الأمر يُعد تجاوزاً دولياً لأنقرة ويؤكد كيف تحوّلت تركيا لبلدٍ ذي توجهاتٍ أمنية، لكن للأسف تحافظ الأحزاب المعارضة على صمتها المخزي حيال هذه المسألة على الرغم من استخدام حكومة أردوغان للقوة المفرطة ضد خصومها داخل البلاد وخارجها".
وكانت الاستخبارات التركية قد تمكنت مؤخراً من اختطاف مواطن فرنسي يعتقد أنه من أصول تركية في الغابون، علاوة على محاولة اختطاف رجل أعمال سويسري من أصل تركي أيضاً.
وتتهم أنقرة كلا الرجلين بدعم حركة "الخدمة" التي يقودها غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي يتهمه أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016.
وفشلت الاستخبارات التركية في تحقيق أهدافها في بعض الأحيان، كما حصل عند محاولاتها اغتيال البرلمانية النمساوية من أصل كردي بيريفان أصلان، فقد سلّم عميل الاستخبارات نفسه للسلطات النمساوية قبل نحو عامين رغم أنه كان يخطط لاغتيال أصلان مع 3 أشخاص آخرين.
وعادةً ما تعلن أنقرة بشكلٍ رسمي عن اقتيادها لمعارضين لحكومتها من الخارج بعد نجاحها في اختطافهم، كما فعلت عند اختطاف صلاح الدين غولن، ابن شقيق زعيم حركة "الخدمة" في كينيا ومن ثم إعادته إلى تركيا في أواخر مايو الماضي.