بعد الخطاب الذي أدلى به رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، متطرقا إلى أزمة شرق السودان، وداعيا إلى الحوار، جاء الرد من قبل مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، عبدالله أوبشار، معتبرا أن رئيس الحكومة لم يتناول القضية في العمق.
فقد رأى أن خطاب حمدوك لم يتناول قضية الشرق بشكل مباشر، ولم يخض في أسباب الأزمة.
كما أكد في تصريحات خاصة للعربية/الحدث اليوم السبت أن " التسويف والمماطلة من قبل الحكومة جعلتهم يتمسكون بخيار إلغاء مسار شرق السودان كشرط للدخول في حوار معها.
معتصمو شرق السودان
أما عن المحتجين وإغلاق الموانئ المستمر منذ أسابيع، فشدد على أن المعتصمين في كل مناطق شرق البلاد ينتظرون قراراً من رئيس الوزراء بإلغاء المسار، ما يسهم في رفع الاحتقان والمتاريس أيضا.
كذلك اعتبر "أنهم أبدوا مرونة بالسماح بمرور الدواء والغذاء، أما القمح وبسبب التصريحات السلبية الصادرة عن الحكومة وحديثها عن إيجاد بدائل عبر موانئ أخرى جعلتهم يواصلون في الإغلاق!"
شرارة الأزمة
يشار إلى ان الأزمة شرق البلاد كانت انطلقت منذ 17 سبتمبر الماضي (2021)، بعد أن نُظّمت احتجاجات في ميناء بورتسودان ضدّ اتّفاق السلام التاريخي الذي وقّعته الحكومة الانتقاليّة في تشرين الأوّل/أكتوبر عام 2020 في مدينة جوبا مع عدد من الحركات والقبائل التي حملت السلاح في عهد البشير.
وطالب المحتجون بإلغاء الاتفاق، معتبرين أنه لا يضمن تمثيلا عادلا لمنطقة شرق السودان وقبائلها.
أما أبرز منظمي تلك الاحتجاجات والمشاركين فيها فكانوا من قبائل البجا، وهم من السكان الأصليين للمنطقة.
يشار إلى أن إقليم شرق السودان يضم ثلاث ولايات، هي: البحر الأحمر وكسلا والقضارف، ويعتبر استراتيجيا كونه يحدّ إريتريا ومصر وإثيوبيا ويمتد ساحله على البحر الحمر بطول 714 كيلومترا وعليه مرافئ نفطية، إلا أنه يضم أيضا المناطق الأكثر فقرا في البلاد. ويشكو العديد من سكانه من إهمال اقتصادي وتدهور للأوضاع المعيشية.
وكان حمدوك دعا أمس إلى الحوار من أجل حل تلك الأزمة شرق البلاد، واضعا خريطة طريق مفصلة للحوار مع كافة الأطراف.