تتوالى تصرفات عناصر طالبان المثيرة للشكوك والريبة حول حقوق الإنسان على الرغم من محاولات الحركة المتشددة التي سيطرت على أفغانستان منذ منتصف أغسطس الماضي، تلميع صورتها.
فقد تداول ناشطون أفغان خلال الساعات الماضية، مقاطع مصورة تظهر عنصرا من طالبان يصفع أطفالا جاثمين على الأرض، بسبب ما قيل إنه لاستخدامهم الهواتف الذكية.
وبدا الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 13 و15 عاما، جالسين في طابور بحديقة في كابل، على ما أفاد ناشطون.
وفي حين لم تتمكن "العربية.نت" من التأكد من دقة الفيديو، إلا أنه انتشر على نطاق واسع بين الأفغان على مواقع التواصل.
لكن خلال الأسابيع الماضية، عمدت الحركة إلى حظر بعض الأنشطة أو التصرفات. فقد عممت على سبيل المثال على الحلاقين، في مقاطعة هلمند جنوب البلاد، قبل فترة بمنع قص اللحى، أو حتى وضع الموسيقى في المحال أثناء العمل!
كما لا تزال معظم المدارس الثانوية مقفلة أمام الفتيات والمعلمات، كذلك لا تزال بعض المؤسسات الرسمية بلا موظفات، نزولا عند تعليمات طالبان.
الحريات وحقوق الإنسان
يذكر أنه منذ سيطرتها على البلاد، فر آلاف الأفغان خوفا من تصرفات الحركة التي حكمت خلال التسعينات، فارضة شروطها وقوانينها الصارمة.
فيما عمد آلاف الرياضيين والموسيقيين والرسامين، لا سيما النساء منهم، إلى التخفي خوفا من ملاحقات طالبان.
وكانت الحركة قبل عشرين سنة، فرضت قوانينها القاسية على المواطنين الأفغان، مانعة العديد من النشاطات، فيما غاب حضور النساء بشكل شبه كلي عن الحياة العامة، وقلما شوهدت خارج المنزل أو في الشوارع.
كما حرمت النساء من ممارسة الأنشطة الرياضية، أو التعليم، أو حتى السفر.
ومنذ استلامها الحكم في أغسطس الماضي، أكد المجتمع الدولي أنه لن يعترف بالحكومة التي شكلتها طالبان إلا مقابل ضمانات وممارسات فعلية على الأرض تؤكد احترامها حقوق الإنسان والحريات العامة، فضلا عن شروط أخرى من ضمنها عدم تحول أفغانستان مجددا إلى معقل للإرهاب.