قتل متظاهران سودانيان في منطقة أم درمان بشمال غرب الخرطوم، اليوم السبت خلال المظاهرات الحاشدة، بحسب ما أعلنت لجنة الأطباء المركزية في السودان.
وأضافت اللجنة أن المتظاهرين كانا يشاركان مع عشرات آلالاف السودانيين في التظاهرات الرافضة للإجراءات التي قام بها قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، وحله لمجلسي السيادة والوزراء وفرض الطوارئ.
وأظهرت صور ومقاطع بثها ناشطون، تجمعات لمتظاهرين بمناطق جنوب الخرطوم كجبرة والكلاكلة والحماداب والشجرة، فيما أكد شهود عيان انطلاقة مواكب أخرى بمدينة أم درمان، استعدادا لـ"المليونية".
طوق أمني بوسط الخرطوم
كما تجمع الآلاف في شارع الستين شرقي الخرطوم كما شهدت محطة المؤسسة بالخرطوم بحري وشارع الأربعين (الشهيد عبد العظيم) بمدينة أمدرمان تجمعات مماثلة.
فيما فرضت أجهزة الأمن طوقاً أمنياً حول منطقة وسط الخرطوم بمحطة القصر الرئاسي ومقر مجلس الوزراء فضلا عن إحكام إغلاق الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاثة.
وكان تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، فضلاً عن نقابات عدة دعت إلى المشاركة في التظاهرات، عبر منشورات على مواقع التواصل، كما حددت الغرفة المركزية لمليونية 30 أكتوبر مسارات التظاهرات في مدن العاصمة الثلاث، حيث ستتجه تظاهرات الخرطوم إلى شارع المطار فيما ستتجه مواكب مدينة أم درمان إلى مقر البرلمان، بينما ستكون "المحطة الوسطى"، وجهة تظاهرات مدينة الخرطوم بحري.
كما خطت بعض الكتابات على الجدران في الخرطوم داعية إلى المشاركة، بعد أيام من الدعوة لإضراب وعصيان شامل في العاصمة السودانية.
"الردة مستحيلة"
أما الشعار الأساسي لهذه التظاهرات الذي انتشر بين السودانيين على فيسبوك وتويتر فهو "الردة مستحيلة"، في إشارة إلى العودة للوراء، ولما قبل الانتفاضة التي استمرت شهورا وانتهت بإسقاط الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/أبريل 2019 وتشكيل سلطة انتقالية من المدنيين والعسكريين منوطة بها إدارة شؤون البلاد إلى حين تسليم الحكم إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا عام 2023.
إلى ذلك، يصر الناشطون والداعون إلى هذا التحرك على أن تكون "المواكب" سلميّة.
قطع الاتصالات والإنترنت
في المقابل، أفادت مصادر للعربية/الحدث بقطع الاتصالات والإنترنت في العاصمة، فضلا عن إغلاق كافة الجسور باستثناء 2.
يذكر أن قائد الجيش السوداني كان أعلن يوم الاثنين الماضي (25 أكتوبر) حل الحكومة والمجلس السيادي، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية.
فيما اعتقلت القوات الأمنية عدداً من الوزراء والمسؤولين الحكوميين، فضلا عن قياديين في أحزاب عدة وفي قوى الحرية والتغيير أيضا.
أتى ذلك، بعد أسابيع من التوتر بين المكون العسكري والمدني الشريكين في الحكم الانتقالي بالبلاد، منذ عزل البشير.