فرّقت قوات الأمن السودانية، اليوم الأحد، متظاهرين توافدوا إلى شوارع الخرطوم لتنديد بالاجراءات الاستثنائية التي فرضتها القوات المسلحة، بإطلاق قنابل غاز مسيّل للدموع.
وقال أحد المحتجين ويدعى محمد الأمين، وهو بين عشرات المدرّسين المحتجّين الذين ساروا صباح اليوم نحو وزارة التربية والتعليم، لوكالة فرانس برس "لقد نظمنا تظاهرة احتجاجية صامتة ضد قرارات" قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
كما أضاف أن "قوات الشرطة قامت بفضّ التظاهرة وأطلقت الغاز المسيّل للدموع".
متاريس وإغلاق شوارع
أتى ذلك، بعد أن عمد عدد من المتظاهرين ليل السبت الأحد إلى إغلاق بعض الشوارع الرئيسية، في العاصمة ومدينتي بحري وأم درمان، تلبية لدعوات إلى العصيان المدني التي أطلقها تجمع المهنيين.
إلا أن بعض المتاجر فتحت أبوابها صباحا فيما بقيت أخرى مغلقة في الخرطوم.
فيما أفاد شهود عيان لفرانس برس بإقامة حواجز في بعض شوارع أم درمان وبحري.
بينما قال شاهد آخر من أم درمان "الحركة في الشوارع أقل من المعتاد لكن لا يوجد إغلاق كامل للشوارع وبعض المحلات تعمل والبعض الآخر لا يعمل".
دعوات للعصيان
وكان تجمع المهنيين السودانيين، أحد قيادات احتجاجات 2019 التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق عمر البشير، دعا السبت إلى الاستعداد "للعصيان الشامل يومي الأحد والاثنين"، لافتا إلى أن البداية ستكون عبر "تتريس" أي إغلاق الشوارع الرئيسية بدون احتكاك مع القوات الأمنية.
كما أعلن على صفحته الرسمية على فيسبوك "رفض التعامل مع القرارات العسكرية" التي أعلن عنها في 25 أكتوبر.
يذكر أن قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان كان أعلن الشهر الماضي حال الطوارئ في البلاد وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه، والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك الذي تم توقيفه لفترة وجيزة، قبل الإفراج عنه في اليوم التالي، لينتقل إلى منزله حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية، كما أوقف معظم وزراء الحكومة من المدنيين وبعض النشطاء والسياسيين.
ومنذ إعلان هذه القرارات، تشهد البلاد وخصوصا العاصمة موجة من الاحتجاجات، بالتزامن مع مساع ووساطات دولية وعربية من أجل التوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
فيما أفادت مصادر من الحكومة المنحلة لوكالة رويترز، خلال الساعات الماضية، بتعثر جهود الوساطة، بعد تشديد الإجراءات المفروضة على حمدوك.