على الرغم من تأكيد الطرفين أمس صمود الهدنة بينهما، دخلت تركيا اليوم على خط الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، متهمة الأولى باستفزاز باكو. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الأربعاء إن أرمينيا هي من يزيد التوترات، مطالبا إياها بوقف "الاستفزازات".
كما أضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني بثه التلفزيون "على أرمينيا أن تتخذ كل الخطوات من أجل السلام مع أذربيجان".
من ناحية أخرى، قال جاويش أوغلو إنه بحث مع الزياني، الذي يزور تركيا، عددا من قضايا المنطقة من بينها اليمن وسوريا
بدوره، ذكر الوزير البحريني أنه بحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة وانعكاساتها على السلم والاستقرار.
أعنف اشتباك منذ الهدنة
وكانت وزارة الدفاع الأذربيجانية أعلنت في وقت سابق اليوم أن سبعة جنود قُتلوا في معارك دارت أمس الثلاثاء مع القوات الأرمنية قرب إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه.
كما أوضحت أن عشرة جنود أُصيبوا بجروح في الاشتباكات، وهي الأعنف منذ نهاية الحرب بين يريفان وباكو العام الماضي.
في حين أعلنت أرمينيا من جهتها، مقتل جندي وفقدان 24 آخرين وأسر 13 أثناء الاشتباكات مشيرةً إلى أنها خسرت موقعَين عسكريَين أصبحا تحت سيطرة باكو.
أتى ذلك، بعد مواجهات اندلعت الثلاثاء بين الجانبين، عقب تصعيد استمر عدة أسابيع، بين هذين البلدين الخصمين في القوقاز، في منطقة ناغورني قره باغ الجبلية.
إلا أن يريفان عادت وأعلنت مساء التوصل إلى هدنة مع أذربيجان إثر "وساطة" روسية بعد يوم من الاشتباكات بين قوات البلدين قرب ناغورني قره باغ المتنازع عليها.
توازن هش
يذكر أن المعارك الأخيرة تعكس التوازن الهشّ على الحدود، بعد عام تقريبًا (2020) على انتهاء النزاع الدامي الذي استمرّ ستة أسابيع بين البلدين. وجرت المواجهات رغم انتشار جنود حفظ سلام روس في المنطقة منذ تشرين نوفمبر 2020 في إطار اتفاق وقف إطلاق النار تفاوض عليه الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء حرب العام الماضي (2020).
يشار إلى أن ناغورني قره باغ المدعومة من يريفان والتي تقطنها أغلبية أرمنية، انفصلت عن أذربيجان عند سقوط الاتحاد السوفياتي، ما تسبب باندلاع حرب أولى في التسعينات أسفرت عن مقتل 30 ألف شخص وتشريد مئات الآلاف.