يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلغاء شرطٍ انتخابي يتعلق بالفوز برئاسة البلاد، وهو أمر يؤكد أن شعبيته وشعبية حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم قد تراجعت بالفعل، فهو يريد إلغاء شرط الحصول على أكثر من نصف الأصوات من أصوات الناخبين للفوز في انتخابات الرئاسية التركية المقبلة التي من المقرر أن تُعقد مع انتخابات نيابية في يونيو من العام 2023.
ويبدو أن أردوغان يحاول ضمان فوزه أو مرشحه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة التي ستعقد بعد أقل من عامين من الآن سيما وأن مختلف استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة تؤكد أنه لم يعد بمقدور حزبه الحصول على أكثر من نصف أصوات الناخبين رغم حصوله على دعمٍ من حليفه في حزب "الحركة القومية" اليميني الذي يقوده دولت بهجلي.
وكشفت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" عن وجود خلافات بين أردوغان وبهجلي حول تعديل أو إلغاء شرط (50+1) للفوز بالرئاسة التركية خاصة وأن الرئيس التركي أعلن الأسبوع الحالي عن ضرورة تعديل هذا الشرط، الأمر الذي قابله زعيم "الحركة القومية" بالرفض.
وجاء إعلان أردوغان عن ضرورة إجراء هذا التعديل في قانون الانتخابات، عقب لقاءٍ جمعه قبل أيام برئيس حزب "السعادة" الإسلامي تيميل كارامولا أوغلو الذي يسعى الرئيس التركي للتحالف مع حزبه وإقناعه بالتخلي عن تحالفه مع حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.
ويهدد الشرط الانتخابي (50+1) الذي وضعه في السابق حزب أردوغان الحاكم، تحالفه الانتخابي مع "الحركة القومية"، فزعيم الحركة يرفض هذا التعديل ويعتبر أن هذا الشرط "هو أساس الشرعية الديمقراطية لنظام الحكم الحالي في تركيا"، بينما يرى حزب "العدالة والتنمية" أن الاستمرار بالعمل وفق هذا الشرط قد يساهم في خسارته برئاسة البلاد لاحقاً.
وانتقد بهجلي، رغبة أردوغان في إلغاء هذا الشرط قائلاً إن "انتخاب الرئيس بنسبة 50+1 في المائة من أصوات المشاركين في الانتخابات هو نموذج للديمقراطية التعددية لتكون سابقة للعالم، فنحن لا ننتخب نواباً أو رئيساً للبلدية. نحن ننتخب رئيساً يمثل الشعب كله".
وأضاف: "من غير المجدي أن نتعاطف مع أولئك الذين ينتقدون تصويت 50+1، دون أن يذكر الرئيس التركي بالاسم رغم أنه بدا واضحاً أنه يوجّه كلامه لحليفه أردوغان.
وقبل أيام دعا كمال كليتشدار أوغلو رئيس حزب "الشعب الجمهوري" إلى اجراء انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية مبكرة، بمعنى أن تعقد هذه الانتخابات في وقتٍ قريب وليس في يونيو من العام 2023.
وشارك كليتشدار أوغلو في الدعوة إلى انتخاباتٍ مبكرة، ميرال آكتشنار التي تقود حزب "الجيد" اليميني.
ومع ذلك، لا تعني هذه الدعوة، التوجه بالفعل إلى إجراء انتخاباتٍ مبكرة قريباً، فالشرط الأساسي والرئيسي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل موعدها هو دعوة الرئيس التركي شخصياً لإجرائها.