أعلنت بعض أكبر الدول المستهلكة للطاقة في العالم، انضمامها إلى الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للإفراج عن احتياطيات النفط الاستراتيجية في محاولة لتهدئة الأسعار المرتفعة وترويض التضخم.
ورغم هذا، قفزت أسعار النفط أمس بنسبة 3%، لكنها عادت إلى الهدوء في التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء، إذ شهد خام برنت تراجعا طفيفا، فيما ارتفعت أسعار الخام الأميركي.
وفي بيان حديث، قال البيت الأبيض، إن الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، ستنضم إلى المبادرة بعد أسابيع من المناقشات لصياغة خطة لوقف ارتفاع الأسعار ليرتفع عدد الدول التي أعلنت السحب من الاحتياطي إلى 6 دول كبرى.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، التي تراقب إمدادات النفط العالمية نيابة عن الاقتصادات الرائدة في العالم، إنها تحترم القرارات التي اتخذتها الدول الفردية بشأن "أفضل السبل للاستجابة للتحديات والظروف المحددة التي يواجهها كل منها". وأضافت: "نحن ندرك أن ارتفاع أسعار النفط يلقي بعبء على المستهلكين وزاد من الضغوط التضخمية خلال فترة لا يزال التعافي الاقتصادي فيها متفاوتاً ويواجه مجموعة من المخاطر".
ومن المقرر أن تفرج الولايات المتحدة عن حوالي 50 مليون برميل من احتياطيها البترولي الاستراتيجي، مع توقع وصول النفط إلى الأسواق في ديسمبر.
الهند
ووافقت الهند على الإفراج عن 5 ملايين برميل، على أن يتم توقيتها بالاتفاق مع الدول الخمس الأخرى. وقالت الحكومة الهندية في بيان: "لقد أعربت الهند مرارًا عن قلقها إزاء تعديل إمدادات النفط بشكل مصطنع دون مستويات الطلب من قبل الدول المنتجة للنفط، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وعواقب سلبية مصاحبة". وقالت إن العديد من حكومات الولايات الهندية اتخذت بالفعل "خطوات صعبة" لخفض الضرائب المحلية على الوقود.
كوريا الجنوبية
وأعلنت حكومة كوريا الجنوبية، أن حجم وتوقيت الإفراج عن احتياطياتها النفطية سيتقرر من خلال التشاور مع الدول الأخرى، لكنها قالت إنه من المتوقع أن يكون على مستوى "مماثل لحالات التعاون الدولي السابقة".
إنجلترا
أيضاً، قالت حكومة المملكة المتحدة في بيان إنها ستسمح للشركات "بالإفراج طواعية" عن احتياطيات نفطية تصل إلى 1.5 مليون برميل ، فيما وصفته بأنه "خطوة معقولة ومدروسة لدعم الأسواق العالمية مع خروجنا من الوباء".
وقال متحدث باسم الحكومة "كما قلنا من قبل، سنعمل عن كثب مع شركائنا الدوليين لفعل ما في وسعنا لدعم الاقتصاد العالمي من خلال الانتقال بعد الوباء".
الصين
فيما أكدت الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط، إنها تعمل على إصدار نفطي استراتيجي. وقال متحدث باسم إدارة الغذاء والاحتياطيات الاستراتيجية الصينية إن الصين "تمضي قدما في العمل المتعلق بإخراج النفط الخام في الوقت الحالي".
ورفض المتحدث التعليق على ما إذا كانت هذه الخطوة استجابة لطلب الولايات المتحدة للعمل معًا لمعالجة أزمة الإمدادات. وكانت شبكة "سي إن إن"، قد كشفت الشهر الماضي، أن الصين لا تنشر الكثير من البيانات حول احتياطياتها النفطية، لكنها قالت في عام 2017 إنها أنشأت تسع قواعد احتياطي رئيسية في جميع أنحاء البلاد، بطاقة مجتمعة 37.7 مليون طن.
اليابان
فيما قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إن بلاده "تدرس ما يمكننا القيام به بناء على تعاوننا مع الحلفاء" عندما سئل عن إمكانية تحرير النفط من احتياطياتها بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى. وكان لدى اليابان 388 مليون برميل من إجمالي مخزون النفط الخام الاستراتيجي اعتبارًا من يونيو 2020، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. وقالت إن 76% منها أسهم حكومية ونحو 24% أسهم تجارية.
وذكرت صحيفة نيكي أمس الأربعاء أن اليابان ستعقد مزادات على نحو 4.2 مليون برميل من مخزونها الوطني.
وقالت الصحيفة دون ذكر مصدر للمعلومات إن مزادات النفط الخام التي تساوي قميتها حوالي يوم أو اثنين من الطلب في اليابان ستعقد بحلول نهاية العام.
أسعار النفط
وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة التداول مرتفعة 2.61 دولار، أو 3.3%، لتسجل عند التسوية 82.31 دولار للبرميل.
وصعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.75 دولار، أو 2.3%، لتبلغ عند التسوية 78.50 دولار للبرميل.
وهذه هي أكبر زيادة ليوم واحد من حيث النسبة المئوية لخام برنت منذ أغسطس/ آب وأعلى مستوى إغلاق منذ 16 نوفمبر تشرين الثاني.
ورفعت أيضا علاوة برنت على الخام الأمريكي إلى أعلى مستوى منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول.
وتباينت أسعار النفط في بداية تعاملات اليوم الأربعاء، إذ واصل الخام الأميركي غرب تكساس الارتفاع، بنسبة 0.03% ليصل إلى 78.53 دولار للبرميل، فيما تراجع خام برنت بنسبة 0.17% ليصل إلى 82.17 دولار للبرميل.