انطلقت في إسرائيل حملة تلقيح ضد فيروس «كورونا»، تشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والحادية عشرة، لتصبح الدولة العبرية بذلك الثانية في العالم، بعد الولايات المتحدة، التي تخفض سن التطعيم إلى هذا الحد، في محاولة لوقف تفشي الجائحة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وصباح أمس (الثلاثاء)، توجه رئيس الوزراء، مع ابنه الأصغر ديفيد (9 سنوات)، إلى عيادة في ضواحي تل أبيب لتطعيمه ضد الفيروس. وفي العيادة في مدينة هرتسيليا الساحلية، حث بينيت «الآباء الإسرائيليين على تطعيم أطفالهم؛ إنه آمن ويحمي أطفالنا»، وأضاف: «من المهم الحصول على التطعيم حتى لا يصاب الأطفال بـ(كورونا)، وحتى لا ينقلوا العدوى لذويهم».
ورصدت وكالة الصحافة الفرنسية، مساء (الاثنين)، وصول أطفال صغار إلى عيادة في تل أبيب لتلقي جرعتهم الأولى من لقاح «فايزر».
وقررت السلطات الإسرائيلية توسيع نطاق حملة التلقيح، لتشمل كل الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات وما فوق، في محاولة منها للحيلولة دون حصول موجة وبائية خامسة في دولة كانت من بين الأوائل في العالم التي تلقح غالبية سكانها البالغين ضد الفيروس.
وفي العيادة التي زارها فريق وكالة الصحافة الفرنسية، قالت كايتي بار شالوم، وهي أم تبلغ من العمر 47 عاماً: «أنا وزوجي متحمسان كثيراً لمشاركتنا في انطلاق حملة التطعيم للأطفال بين 5 و11 عاماً».
وأضافت بينما كان العاملون الصحيون يوخزون بإبرهم الأطفال الصغار الذين لم يخفِ بعضهم خوفهم من الحقنة: «نعلم أنه يتعين علينا أن نمر باللقاح للعودة إلى الحياة الطبيعية»، مؤكدة أنها تريد تجنب حجر صحي جديد، وتقليل مخاطر العدوى في المدرسة.
وفي الأيام الأخيرة، سجلت إصابات كثيرة بالفيروس في كثير من المدارس الإسرائيلية.
بدورها، قالت هيلي نافيه، وهي أم أخرى قصدت العيادة نفسها لتلقيح أطفالها، إنه «من الطبيعي أن تتردد (في تلقيح طفلك)، ليس قراراً سهلاً (…) لكن بعد مراجعة البيانات، وقراءة المعلومات الخاصة بملايين الأطفال الذين تم تطعيمهم في الولايات المتحدة، اتخذنا قرارنا بتلقيح أطفالنا».
وفي ديسمبر (كانون الأول) الفائت، نجحت إسرائيل في أن تصبح من أوائل الدول التي تطلق حملة تطعيم شاملة ضد «كوفيد – 19»، وذلك بفضل اتفاق أبرمته مع «فايزر»، وتلقت بموجبه الدولة العبرية من شركة الأدوية العملاقة ملايين الجرعات اللقاحية، مقابل حصول الشركة الأميركية على بيانات واسعة النطاق عن تأثير لقاحها على أرض الواقع.
وأسفرت تلك الحملة عن تلقي أكثر من 5.7 مليون إسرائيلي (من أصل نحو 9 ملايين نسمة)؛ أي أكثر من 80 في المائة من البالغين، لقاح «فايزر» بجرعتيه.
وأتبعت الدولة العبرية تلك الحملة بأخرى، حصل خلالها أكثر من 4 ملايين شخص على جرعة ثالثة معززة، كما خفضت سن التلقيح إلى 12 عاماً.
ولاحقاً، خفضت السلطات الإسرائيلية سن التطعيم إلى 5 سنوات، في قرار صدر في أعقاب تجارب سريرية أجرتها شركة «فايزر»، وحملة مماثلة أطلقتها الولايات المتحدة، وتوصيات بهذا الاتجاه أصدرها علماء إسرائيليون.