أظهر مسح أجرته وكالة "رويترز" ونشر اليوم الثلاثاء، أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 27.74 مليون برميل يوميا في نوفمبر /تشرين الثاني بزيادة قدرها 220 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق، لكنها أقل من الزيادة البالغة 254 ألفاً المسموح بها في ظل اتفاق الإمدادات.
تأتي هذه الأرقام في وقت يتطلع العالم فيه إلى الخطوات المرتقبة من مجموعة النفط التي تأخذ على عاتقها إحداث التوازن في السوق والتعامل مع ضغوط الجائحة، ومختلف التداعيات ذات الصلة.
كما أظهر المسح أن التزام دول أوبك بتعهدات تخفيضات الإنتاج لمجموعة أوبك+ ارتفع إلى 120% في نوفمبر /تشرين الثاني من 118% في الشهر السابق.
تجتمع الدول الأعضاء في "أوبك+" (دول أوبك وحلفائها من خارج المجموعة) الخميس للتوصل إلى صيغة معقدة تتعلق بمستوى إنتاجها لمطلع العام 2022 على وقع تحد من جانب الرئيس الأميركي على مستوى العرض والمتحورة الجديدة لفيروس كورونا على صعيد الطلب، بحسب "فرانس برس".
وقال بيتر ماكنالي المحلل لدى "ثيرد بريدج"، "إنه بالتأكيد من أهم اجتماعات" منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها في "أوبك+" (بلاس) "منذ بدء انتعاش الطلب" على النفط بعد تداعيات الجائحة الكارثية.
يعقد الاجتماع بتقنية الفيديو الخميس عند الساعة 13,00 بتوقيت غرينتش في فيينا على أن يسبقه الأربعاء لقاء أول يجمع دول أوبك الثلاث عشرة فقط.
أوضح ماكنالي لوكالة فرانس برس أنه في الأيام السبعة الأخيرة سُجل حدثان كبيران هما "الإفراج المنسق عن احتياطات استراتيجية في دول مستهلكة عدة والظهور المفاجئ للمتحورة أوميكرون".
فبعدما مارست ضغوطا كثيرة على الكارتل لزيادة الإنتاج، أعلنت الولايات المتحدة التي انضمت إليها الصين والهند واليابان، اللجوء إلى الاحتياط الاستراتيجي لتهدئة الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخام ما يعيق الانتعاش الاقتصادي.
تشمل هذه "المبادرة الرئيسية" على ما وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن، 65 إلى 80 مليون برميل في الإجمال، وفق تقديرات محللين من بينها 50 مليونا في الولايات المتحدة وحدها.
لكن هذه الخطوة لم تحقق الغاية منها، إذ ارتفعت الأسعار بعدها في حين تكفل المتحور الجديدة في المقابل بخفض الأسعار.
أدى رصد هذا المتحور الجديد الذي سماه منظمة الصحة العالمية "أوميكرون" إلى تفاعل كبير الجمعة في الأسواق مع تراجع أسعار النفط الخام بنسبة 10% للمرة الأولى منذ جلسات نيسان/أبريل 2020.
رأى كارستن فريتش من "كوميرزبنك" أن هذا التطور "يدفع إلى الظن أن أوبك+ لن تزيد إنتاجها" في محاولة للمحافظة على الأسعار عند المستوى الحالي في حدود 70 دولارا للبرميل "في الوقت الراهن أقله".
يتوافق قرار كهذا مع النهج المتحفظ المعتمد منذ إعادة أوبك+ رفع الإنتاج تدريجيا منذ أيار/مايو 2021.
قال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان نهاية تشرين الأول/أكتوبر إن "الأزمة لم تنته بعد. يجب أن نتنبه إلى عدم اعتبار ذلك من المسلمات".
من المقرر أن يزيد أعضاء تحالف "أوبك+" إنتاجهم شهريا بـ400 ألف برميل في اليوم فقط في حين أن هامش المناورة المتاح لهم أكبر بعشر مرات بالاستناد إلى مستوياتهم المرجعية.
نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي الكسندر نوفاك المكلف الشؤون النفطية قوله إنه ينبغي الامتناع عن "أي قرار متسرع".
أرجئ اجتماع فني يسبق عادة اجتماع القمة إلى الخميس "للحصول على مزيد من المعلومات حول الوضع الراهن" بحسب نوفاك.