أقرّت السلطات التركية رسمياً بانتحار مئة شخصٍ من أفراد الشرطة خلال عام 2021 الجاري فقط، على ما أفاد رئيس "اتحاد الشرطة" التركية في تغريدةٍ على حسابه على موقع "تويتر"، الأمر الذي أثار غضب الأحزاب المعارضة للرئيس رجب طيب أردوغان والتي تحمل مسؤولية سوء أوضاع عموم موظفي الدولة لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعّمه.
وقال فاروق سيزر رئيس اتحاد الشرطة التركية التي تعرف أيضاً بـ"اتحاد الأمن التركي" في تغريدةٍ على موقع "تويتر": "للأسف لقد خسرنا 100 من زملائنا في عام 2021 الجاري بعدما تعمّدوا قتل أنفسِهم"، مضيفاً أن "العام الحالي شهد العدد الأكبر من حالات الانتحار التي أقدم عليها رجال الشرطة".
وكشف سيزر في تغريداته أيضاً عن الأسباب التي دفعت عناصر الشرطة إلى الانتحار، قائلاً إنها "تعود للظروف الصعبة التي يواجهونها خلال العمل". كما طالب أجهزة الأمن التركية بالكشف عن حالات الانتحار التي أقدم عليها عناصرها بدلاً من إخفاء الأرقام.
ويتعرض عناصر الشرطة التركية لضغوطٍ نفسية على خلفية ملاحقة بعضهم واحتجاز آخرين بذريعة مشاركتهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكم الرئيس أردوغان والتي حصلت في منتصف شهر يوليو من العام 2016. علاوة على مواجهتهم لتحدّياتٍ مالية ومعيشية جراء الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا، حيث سجّلت الليرة مستوياتٍ قياسية منخفضة للغاية في قيمتها أمام العملات الأجنبية هذا الأسبوع والشهر الماضي.
وذكر مصدر في "اتحاد الشرطة" التركية وهو نقابة أو تجمع حكومي لرعاية شؤون أفراد الاتحاد لـ "العربية.نت" أن السبب الأبرز الذي لا يتطرق إليه أحد والذي يقف خلف انتحار عناصر الشرطة هو رفض استقالاتهم".
وبحسب المصدر المقرّب من حزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، فإن بعض أفراد الشرطة يحاولون التخلص من مهامهم الأمنية عبر تقديم استقالاتهم، للحصول على وظائف مدنية أفضل أو السفر إلى خارج البلاد خاصة وأن رواتبهم تفقد قيمتها الفعلية بعد التدهور المستمر في سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
وكشف مصدر آخر في حزب المعارضة الرئيسي أن "حزبنا حاول تسليط الضوء على واقع أفراد الشرطة عندما قدّم مقترحاً للبرلمان التركي في أواخر شهر يونيو الماضي، لبحث الأسباب التي دفعت العشرات من عناصر الشرطة إلى الانتحار، لكن الحزب الحاكم وحليفه في حزب الحركة القومية منعا ذلك، وبالتالي رفض البرلمان هذا المقترح بأغلبية الأصوات باعتبار أن نواب كلا الحزبين هم الأكثر عدداً".
وحتى نهاية شهر يوليو، كان 40 عنصراً من أفراد الشرطة التركية قد أقدموا على الانتحار، من بينهم 15 شخصاً انتحروا في غضون أقل من شهر، بحسب تصريحاتٍ سابقة لسيزر. لكن في الأشهر الخمس الماضية، انتحر 60 شرطياً على الأقل، وفق الأرقام التي أوردها مدير "اتحاد الأمن التركي" على موقع "تويتر".
وعقب تسجيل 57 حالة انتحار في صفوف قوات الشرطة في عام 2013، تراجع هذا الرقم بشكلٍ طفيف إلى 53 في عامي 2018 و2019. لكن هذا الرقم بدأ بالتصاعد مجدداً منذ بداية العام الجاري.