أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه «لمس لدى الإدارة الأميركية الحالية خطاباً جديداً»، متوقعاً أن يُترجم إلى واقع من خلال الاعتراف بالشرعية الدولية، والضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل وقف كل نشاطاته الاستعمارية. فيما رحبت «حماس» بدعوة الجزائر إلى اجتماع للفصائل الفلسطينية.
وقال عباس، مساء أول من أمس، في مؤتمر صحافي بمقر الرئاسة الجزائرية، بمناسبة انتهاء محادثاته مع الرئيس عبد المجيد تبون: «إذا لم يحصل تغيير في الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، سنواصل النضال والكفاح من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا». وأشار إلى أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية «كلها معاناة بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وقد تأزمت في ظل الإدارة الأميركية القديمة».
وأوضح عباس أنه بحث مع تبون «كثيراً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد أطلعته على آخر المستجدات بشأن القضية الفلسطينية، إلى جانب بحث تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، حيث تم التأكيد على أهمية تنسيق المواقف في ظل القمة العربية المقبلة»، المقررة بالجزائر نهاية مارس (آذار) المقبل.
وعبّر عباس عن «أمله في أن تكون القمة التي ستحتضنها الجزائر مناسبة لتوحيد جهود الأمة العربية ولم شمل جميع العرب»، مؤكداً أنّ الجزائر «عرفت بمساعيها للم شمل العرب والفلسطينيين». كما أبدى الرئيس الفلسطيني «ثقته بحسن تنظيم هذا الموعد العربي وإدارته في ظل القيادة الحكيمة للرئيس تبون». وأشاد بالشعب الجزائري وبـ«تمسكه بقضايا أمته العربية منها قضية فلسطين التي يضعها في قلبه»، مبرزاً أن «بلد المليون ونصف المليون شهيد، ظل على الدوام فعلاً وقولاً مع فلسطين وشعبها. فالجزائر قدمت نموذجاً تحررياً وإنسانياً مشرفاً، وظلت على الدوام تدافع عن أمتها وقضاياها الوطنية العادلة وحقوقها القومية، وفي طليعتها قضية فلسطين».
وأضاف عباس: «لقد أكدت للرئيس تبون أننا نمد أيدينا للسلام في إطار مؤتمر دولي يعقد وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ويهدف لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس. ولكن في الوقت نفسه، لن نقبل ببقاء الاحتلال والأبرتايد الإسرائيلي لأرضنا وشعبنا إلى الأبد، ولن نقبل بالاعتداءات على هوية وطابع أهل القدس ولا على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وكنيسة القيامة، ولن نقبل بمواصلة عمليات القتل وهدم المنازل والتنكيل بأسرانا واحتجاز جثامين شهدائنا، ولا بمواصلة حصار قطاع غزة».
وكانت الرئاسة الجزائرية أعلنت عن هبة للسلطة الفلسطينية بـ100 مليون دولار كمساعدة، خارج تعهدات الجزائر المالية السنوية تجاه فلسطين، والتي تبلغ 55 مليون دولار.
كما صرح تبون بأن بلاده اقترحت على عباس احتضان «مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية». وقال إنه «أخذ رخصة من الرئيس الفلسطيني أبو مازن، لجمع كل الفرقاء الفلسطينيين بالجزائر في أقرب وقت ممكن»، وإنه «يأمل في أن يكون الاجتماع مقدمة للوحدة العربية التي نطمح إليها، من خلال القمة العربية التي تعتزم الجزائر احتضانها».
وكالة الأنباء الجزائرية نقلت، أمس، عن «حماس» ترحيبها بالدعوة إلى تنظيم لقاء للفصائل الفلسطينية، معربة عن أنها «تقدر عالياً الموقف التاريخي للجزائر، حكومةً وشعباً، بخصوص دعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه في المقاومة والتحرير»، ومؤكدة «الالتزام بموقفها وسياستها الثابتة بالترحيب بكل جهد عربي وإسلامي ووطني، لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام».
وعبرت «حماس» عن تقديرها عالياً للموقف التاريخي للجزائر حكومةً وشعباً، في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه في المقاومة والتحرير.
وكانت آخر محاولة لإنجاز اتفاق مصالحة في يونيو (حزيران) الماضي بالقاهرة، اصطدمت بخلافات حول كل شيء: منظمة التحرير والحكومة وإعادة إعمار قطاع غزة.
وظلت الخلافات على حالها فيما لا يوجد أي تقدم في أي ملف بالقطاع، بما فيه إعادة إعمار القطاع الذي تربطه إسرائيل بإنجاز صفقة تبادل أسرى.