خسر الجيش اليمني أمس (الاثنين) قائد عملياته العسكرية اللواء الركن ناصر الذيباني في معارك ضارية يخوضها ضد الميليشيات الحوثية في محافظة مأرب، في وقت أعلن فيه تحالف دعم الشرعية استمرار ضرباته المكثفة ضد الميليشيات وآلياتها العسكرية في سياق إسناده لعمليات الجيش اليمني وحماية المدنيين.
وفيما أكد الإعلام العسكري اليمني كسر هجمات الميليشيات الحوثية في جنوب مأرب وفي الجبهة الغربية منها، أعلن تحالف دعم الشرعية في بيان مقتضب بثته «واس» تنفيذ 28 استهدافاً ضد ميليشيا الحوثيين في مأرب والجوف خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكد التحالف أن الاستهدافات التي نفذها دمرت 14 آلية عسكرية وأوقعت خسائر بشرية في صفوف الحوثيين تجاوزت 14 عنصراً إرهابياً، إلى جانب إعلانه تنفيذ استهداف واحد بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين. حيث استهدفت هذه العملية آلية عسكرية لميليشيا الحوثي.
وكان تحالف دعم الشرعية قد أفاد (الأحد) بأنه نفذ 35 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب وقال إن الاستهدافات دمرت 21 آلية عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 200 عنصر إرهابي.
كما أكد في اليوم نفسه أنه نفذ ثلاث عمليات استهداف بالساحل الغربي لدعم قوات الساحل وحماية المدنيين، وقال إن الاستهدافات أدت إلى تدمير آليتين عسكريتين وكبدت الميليشيات الحوثية 15 عنصراً إرهابياً.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة بالمقاومة الشعبية شنت (الاثنين) هجوماً واسعاً تمكنت خلاله من دحر ميليشيا الحوثي الإيرانية من عدة مواقع جنوب مأرب.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله: «إن الهجوم أسفر عن سقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي بين قتيل وجريح، بينهم قيادات ميدانية، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات القتالية».
وأضاف المصدر «أن عناصر الجيش والمقاومة استعادوا أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة خلفتها عناصر الميليشيا ولاذت بالفرار تحت ضربات الجيش، فيما تزامن ذلك مع استهداف طيران تحالف دعم الشرعية بعدة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيا في مواقع متفرقة جنوبي مأربها ما ألحق بها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».
وفي الجبهة الغربية من محافظة مأرب، أفاد الإعلام العسكري بأن عناصر الجيش والمقاومة الشعبية نفذوا هجوماً خاطفاً استهدف مواقع تتمركز فيها ميليشيا الحوثي في جبهة الكسارة.
وأورد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية نقلاً عن مصدر عسكري تأكيده «أن الهجوم أسفر عن مصرع وجرح العديد من عناصر ميليشيا الحوثي كانت تستعد لمهاجمة مواقع عسكرية، إضافة إلى إعطاب معدات وآليات عسكرية متنوعة».
وبالتزامن مع الهجوم، أفاد المصدر بأن مدفعية الجيش دمرت ثلاث عربات كانت تحمل تعزيزات حوثية وبأن من كانوا على متنها سقطوا بين قتيل وجريح، في حين دمر طيران التحالف مخزن أسلحة تابعاً للميليشيا، إضافة إلى دبابة في الجبهة نفسها.
إلى ذلك ذكرت مصادر ميدانية أن قوات الجيش تمكنت من استعادة مواقع في الجبهة الجنوبية من مأرب في منطقة البلق الشرقي، وأن المعارك كبدت الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة.
في السياق نفسه، نعت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان في بيان قائد العمليات الحربية اللواء الركن ناصر الذيباني وقالت: «إنه قتل وهو يؤدي واجبه الوطني في الدفاع عن النظام الجمهوري والمكتسبات الوطنية ويقود معارك التصدي لميليشيا الحوثي في أطراف محافظة مأرب».
ووصف البيان الذيباني بأنه «كان أحد القادة الأوفياء الذين وهبوا حياتهم وكل أوقاتهم للوطن ومن أوائل الضباط الأحرار الذين لبوا نداء الواجب وهبوا للذود عن شرف الجمهورية» وبأنه «كانت له وقفات عظيمة في معركة استعادة الدولة والجمهورية، وبصمات خالدة في إعادة بناء القوات المسلحة، حيث بدأ مسيرته النضالية من صحراء الربع الخالي في وضع النواة الأولى لإعادة تشكيل هيئات ودوائر الجيش ووحداته وقيادته ومناطقه».
وأشار البيان إلى أن الذيباني «قاد عدداً من معارك التحرير في محافظات مأرب والجوف والبيضاء وصنعاء وشبوة، وكان مثالاً رائعاً في القيادة والجندية، ومدرسة في التخطيط والإدارة والعمل الميداني والتكتيك القتالي».
وتوعد بيان وزارة الدفاع اليمنية باستمرار العمليات العسكرية «حتى تحقيق كامل الأهداف الوطنية المنشودة وتحقيق تطلعات الأمة اليمنية والعربية في استعادة اليمن وسيادته وسلامته ودحر مخططات وأطماع الإرهاب الإيراني وميليشياته الانتقامية التي تهدد أمن اليمن والمنطقة».
من جهته وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذيباني بأنه «كان في مقدمة الصفوف متسلحاً بشجاعته وإيمانه الجمهوري بضرورة القضاء على المشروع الإيراني الطائفي المتمثل في ميليشيا الحوثي الانقلابية» وبأنه «كان صلباً متماسكاً مجسداً للشجاعة في أنقى صورها».
وأكد هادي في بيان نعى فيه الذيباني أن المؤسسة العسكرية «عازمة على الانتصار للمشروع الوطني واستعادة النظام الجمهوري ومؤسسات الدولة مهما كانت التضحيات».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت دفعت بأنساق متعددة من مسلحيها باتجاه مأرب في أوسع تصعيد عسكري ضمن استماتتها للسيطرة على المحافظة النفطية، مع استخدامها الصواريخ والطائرات المسيرة، غير أنها اصطدمت بدفاعات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وتكبدت آلاف القتلى والجرحى خلال الأشهر الأخيرة.