وزير الأوقاف: الأديان كلها رحمة وجاءت لسعادة الناس لا لشقائهم
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن الأديان كلها رحمة وجاءت لسعادة الناس لا لشقائهم ، وإن الحياة بلا دين ظلام دامس وغابة موحشة، مضيفا أن العيب ليس في الأديان إنما في المتاجرين بها والجاهلين لطبيعتها النقية .
وأوضح أن الدين فطرة الله التي فطر الناس عليها، حيث يقول الحق سبحانه: " فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"، ويقول سبحانه : "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ".
وعن عياض المجاشعي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ذات يوم في خطبته: "ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا؛ كل مال نحلته عبدا حلال، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا" (صحيح مسلم).
وأشار الوزير خلال كلمة له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن الأديان السماوية كلها إنما جاءت لسعادة البشرية، فالمقاصد العليا للأديان إنما تعمل في ضوء جلب المصلحة أو درء المفسدة أو على تحقيقهما معا.
وتابع: "أهل العلم والفقه أن المصالح العليا للشرائع قائمة على حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، فكل ما يؤدي إلى حفظ هذه الخمس فهو مصلحة، وكل ما يضر بها فهو مفسدة ودفعه مصلحة".
يقول العز بن عبد السلام (رحمه الله) : لا يخفى على عاقل أن تحصيل المصالح المحضة، ودرء المفاسد المحضة عن نفس الإنسان وعن غيره محمود حسن، وأن تقديم أرجح المصالح فأرجحها محمود حسن، وأن درء أفسد المفاسد فأفسدها محمود حسن، وأن تقديم المصالح الراجحة على المرجوحة محمود حسن، وأن درء المفاسد الراجحة على المصالح المرجوحة محمود حسن ، واتفق الحكماء أيضا ، وكذلك الشرائع على تحريم الدماء، والأعراض، والأموال ، وعلى تحصيل الأفضل فالأفضل من الأقوال والأعمال.
وبينَ الشرائع السماوية أجمعت على جملة كبيرة من القيم والمبادئ الإنسانية ، من أهمها: حفظ النفس البشرية وحرمة الاعتداء عليها , حيث يقول تعالى : " أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
ومن القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة ، والصدق في الأقوال والأفعال ، وبر الوالدين ، وحرمة مال اليتيم ، ومراعاة حق الجوار ، والكلمة الطيبة ، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد، ولهذا قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) : " الأنبياء إخوة لعلَّات أممهم شتى ودينهم واحد ".
ولفت أن الدين والدولة لا يتناقضان، واستطرد: "الدين والدولة يرسخان معا أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات، وأن نعمل معًا لخير بلدنا وخير الناس أجمعين، أن نحب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا الأديان رحمة، الأديان سماحة، الأديان إنسانية، الأديان عطاء".
واختتم حديثه قائلا: "الدين والدولة يتطلبان منا جميعًا التكافل المجتمعي، وأن لا يكون بيننا جائع ولا محروم ولا عارٍ ولا مشرد ولا محتاج.. الدين والدولة يدفعان إلى العمل والإنتاج، والتميز والإتقان، ويطاردان البطالة والكسل والإرهاب والإهمال والفساد والإفساد والتدمير والتخريب وإثارة القلاقل والفتن والعمالة والخيانة".