هناك من بعيد ياوطني
أتسلق الحواجز العالية
بيدان ترتعشان
بالكاد تحاول عبثا ً أن تتشبث
بحائط النسيان
والخوف
والحرمان .
أحاول أن أتربص بنظري من بعيد ومن فوق تلك الحواجز الكونكريتيةاللعينة.
والأسلاك الشائكة .
وكأنها مخالب الشيطان .
الى تلك البيوتات الصغيرة.
والأزقة والبساتين والأنهار .
لعلي
ألمح
ولو خيال
أعزاء على قلبي
قبل الترحال .
أبي وأمي
وأخوتي الصغار
وأصدقائي .
لعلي أسمع صوتاً ولو من بعيد
يذكرني
يتلك السمفونيةالهوجاء
وصخب الشوراع وضجيج السيارات .
بترانيم العود
وأصوات سوق الصفارين .
وتكبير المآذن
وأجراس الكنائس .
وضحكات الأطفال البريئة .
وبائعي الطرقات
عربات الخضار والحلويات .
نزلت مرتجفاً
خائفاً
مكسور الوجدان .
وكاني لص بائس لم يجد مايسرقه
سمعت أصواتاً غريبة لم أفهمها يجوبون المدن برايات سوداء وسكاكين الموت .
رائحة البارود ودخان أسود
غطى المباني والبيوتات
هناك لصوص يسرقون كل شئ
حتى قبور الأموات .
حلم يروادنا
متى نضع السلاح
جانباً
ونزرع زهوراً للحب
والحياة .
بقلم
سامي التميمي