اتهم تيم ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص للأزمة اليمنية، إيران بأنها تلعب «دوراً ضاراً للغاية» في اليمن، وذلك بمواصلتها تسليح الحوثيين وتدريبهم وتجهيزهم، وإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية تهريباً إلى اليمن، وذلك في تحدٍ لقرارات مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي وصفه بأنه «مقلق للغاية».
وفي حوار له على موقع «ذا وورلد» الإلكتروني، لفت المبعوث الأميركي إلى أن ضرر إيران تعدى اليمن إلى استهداف منشآت النفط السعودية، معتقداً أنها لا تلعب دوراً إيجابياً حتى الآن، بل على أنها العكس، معتبرها «العامل الرئيسي الذي يلعب التأثير الأكثر ضرراً».
ويرى ليندركينغ أن الأزمة اليمنية هي في الأساس «صراع أهلي لكنه معقد»، وذلك بسبب وجود جهات خارجية في إشارة إلى إيران، موضحاً أن أحد المبادئ الأولى التي تتعامل معها الولايات المتحدة، هي «إخراج الجهات الخارجية من الصراع».
وأضاف «هذه أولوية لهذه الإدارة، وبالتأكيد جزء من الحل الذي طلب مني الرئيس القيام به، فالأمر يتعلق بالحصول على ما يكفي من النفوذ والضغط على الأطراف المتحاربة، لإدراك أن أهدافهم ستتحقق بشكل أفضل من خلال المفاوضات بدلاً من الاستمرار في القتال، الأمر الذي يؤدي إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم».
وأشار ليندركينغ إلى أنه على تواصل «مع جميع الأطراف في اليمن»، وذلك عند سؤاله حول وجود قناة تواصل مع الحوثيين، مضيفاً «ليس هناك أي قيود مفروضة على قدرتي على التعامل الذي أحتاج إلى القيام به مع الأطراف اليمنية».
ورأى أن الحوثيين يسيطرون على العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد، لكنهم لا يسيطرون على البلد بأكمله، كما أنه ليس من الواضح أنهم سيكونون قادرين أو حتى يرغبون في ذلك، «لذا علينا، التعامل مع حقيقة أنهم قوة عسكرية، وبالنسبة لأي مفاوضات ندعم حدوثها، فهم طرف من ذلك».
وأكد أن الحوثيين يستجيبون للمشاركة الأميركية، مستطرداً: «وأعتقد أنه رغم حقيقة أنهم لا يحبون كل ما نقوم به، وكل ما نقوله، إلا أنهم يرون أن لدينا دوراً مهماً نلعبه لا غنى عنه»، معتقداً أنه «لا يوجد أحد آخر يمكنه أن يلعب الدور الذي نلعبه فيما يتعلق بضمان أي نوع من وقف إطلاق النار، أو أي نوع من التسوية السياسية التي ستخرج في هذا الصراع».
واتهم التحالف الدولي لدعم الشرعية في اليمن وواشنطن النظام الإيراني، بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار وتدريب ومستشارين عسكريين، كما اكتشف مفتشو الأمم المتحدة عدة مرات أجزاء إيرانية الصنع في حطام الطائرات بدون طيار، والصواريخ التي أطلقت على الأراضي السعودية خلال الحرب، ومع هذا تنفي طهران أنها تزود الحوثيين بالسلاح.
وفي تصريحات سابقة، اتهمت الولايات المتحدة جماعة الحوثي بالوقوف «عقبة أمام حل الصراع» في اليمن، وأنهم يستمرون في هجماتهم الإرهابية ضد اليمنيين والسعودية، معتبرة أنهم بهذه الأفعال «وحدوا العالم ضدهم»، وأنهم غير مهتمين بالدبلوماسية ولا يريدون السلام. كما لا تزال الولايات المتحدة متعهدة بمعاقبة كيانات وأفراد حوثيين في قائمة العقوبات، وأن ذلك وارد بشكل كبير، مبينة أن الحوثيين نفذوا نحو 375 هجوماً عبر الحدود على السعودية في عام 2021، ومجددة موقفها بمساندة «الشركاء السعوديين» الذين يتعرضون لهجمات «إرهابية» من قبل الحوثيين في اليمن.