كان عام 2021 هو العام الذي بدأت فيه الدول الغنية في تخليص نفسها من أزمة كورونا وسط تحديات نقص التطعيم المستمرة في معظم أنحاء العالم والظهور المقلق لمتغير أوميكرون، وهو ما أدى إلى تعثر الاقتصاد الدولي وارتفاع مستوى التضخم والديون. ومازال الوباء يواصل ممارسة الهجوم ومحاصرة العالم.
ورغم ذلك لم تختف المشاكل الجيوسياسية الهائلة التي كان العالم يصارعها قبل كورونا من التوترات المتصاعدة بين الغرب والصين وروسيا إلى ندرة العمل الدولي لمواجهة تغير المناخ.
فما الذي سيحققه عام 2022؟
ووفقا للمجلس الأطلسي، وهي مؤسسة بحثية دولية مرموقة، فقد تم تحديد أهم 12 خطرًا وفرصًا في عام 2022 للعالم من منظور أميركي بطلب من الأجهزة الأمنية الأميركية وهي كالتالي:
يؤدي الافتقار إلى لقاح كورونا في البلدان النامية إلى ظهور أنواع جديدة من التحورات من المحتمل أن تكون أكثر عدوى وفتاكة وتؤذي اقتصاد العالم.
فشل الاتفاق النووي ونشوب حرب
كما أن المجلس توقع فشل المساعي الغربية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني واحتمالية شن إسرائيل وأميركا عملا عسكريا ضد المنشآت النووية، إلا أنه حذر من رد فعل عنيف من قبل إيران، وقد تتحول إلى معركة شاملة تؤثر على الشرق الأوسط.
كما أن من أبرز المخاطر التي ذكرها التقرير هي مهاجمة روسيا أوكرانيا في ظل حشود عسكرية بين الجانبين وارتفاع مستوى التوتر.
كما ذكر التقرير أن من أبرز المخاطر المحتملة للعام المقبل هو ترنح اقتصاد الصين، وهو ما سيؤدي إلى اضطرابات عالمية، فرغم كل المخاوف من صعود الصين إلا أن ضعفها قد يشكل الخطر الأكبر. وتسلط حملة الرئيس شي جين بينغ القمعية على قطاع التكنولوجيا والآن على قطاع العقارات الذي يمثل حوالي 29% من الاقتصاد الصيني، الضوء على هشاشة النظام الاقتصادي في البلاد.
نقص الطاقة وقلة الغذاء
والقلق هو أن نقص الطاقة، والانحدار الديموغرافي وتراجع النمو والإنتاجية، والديون قد تشكل علامات على اضطرابات مقبلة.
كما ذكر التقرير أن انهيار أفغانستان أمر مرجح بشكل كبير بسبب الأزمة الإنسانية، وستعاني أميركا كثيرا من عواقب هذا الانهيار.
كما توقع التقرير أن تعاني البلدان النامية من مشاكل اقتصادية أكثر حدة تدفعها لعدم الاستقرار السياسي.
كما توقع أيضا أن يتخطى برميل النفط 100 دولار للبرميل، وفشل العالم في تحقيق أهدافه المناخية.
وتوقع البحث نشوب حرب باردة مع الصين لكنها صعبة وذات نتائج مدمرة نظرا لتشعب اقتصاد الصين وارتباطه بمعظم دول العالم على عكس الاتحاد السوفييتي.
كما توقع التقرير أن يزداد انعدام الأمن الغذائي في العالم مدفوعًا بكوفيد-19، وتغير المناخ، والصراعات، كما أن المزيد من الدول سوف تنزلق من حالتها الهشة الحالية وتتحول إلى دول فاشلة.
والتوقع الأخير هو تراجع الديمقراطية الأميركية، حيث يتشكل العام المقبل ليكون عامًا تتآكل فيه الديمقراطية الأميركية بشكل كبير.
لقاح عالمي لكورونا ومعايير للذكاء الاصطناعي
وفيما يتعلق بالفرص المحتملة العام المقبل، توقع التقرير أن يقوم أعضاء منظمة التجارة العالمية بإجراء الإصلاحات اللازمة، كما توقع أن يطور الباحثون لقاحًا عالميًا ضد جميع فيروسات كورونا.
وتتعاون القوى العالمية على معايير وأنظمة جديدة للذكاء الاصطناعي. كما أشار التقرير إلى إمكانية مساعدة الولايات المتحدة في تجنب أزمة في أوكرانيا.
بالإضافة إلى توقع حدوث انفراجة ما بين الصين والولايات المتحدة وهي احتمالية ضئيلة.
كما توقع التقرير إمكانية إطلاق الولايات المتحدة اتفاقية التجارة الرقمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، ومن الممكن أن تبدأ الولايات المتحدة والصين وروسيا التعاون في الفضاء، كما أن هناك احتمالية ضئيلة أن يبرم الكونغرس صفقة إصلاح الهجرة.