غداة استهداف فصائل، يعتقد أنها موالية لإيران، العسكريين الأميركيين في مطار بغداد بمسيرتين مفخختين أول من أمس، عاودت الفصائل أمس مهاجمة التحالف الدولي مستهدفة بمسيرتين قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار الغربية.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني، أمس الثلاثاء، عن إسقاط طائرتين مسيرتين استهدفتا قاعدة عين الأسد التابعة للقوة الجوية العراقية، مضيفة أن الهجوم لم يسفر عن خسائر أو إصابات تذكر. وفي مقابل حديث منصات إعلامية مقربة من الفصائل المسلحة الموالية لطهران عن مهاجمة القاعدة بأكثر من طائرتين مسيرتين تسببت بأضرار داخل المعسكر، نشرت خلية الإعلام صوراً لبقايا الطائرتين المحطمتين.
كذلك أعلنت منصات تابعة للفصائل المسلحة عن استهداف رتل للدعم اللوجيستي للتحالف الدولي ضد «داعش» في منطقة اليوسفية جنوب بغداد، لكن خلية الإعلام الأمني لم تؤكد أو تنفي الخبر.
ودرجت الفصائل المسلحة منذ أكثر من عام على استهداف أرتال الدعم اللوجيستي للقوات العراقية والتحالف الدولي القادمة من جنوب البلاد، وتشير بعض الإحصائيات إلى تنفيذ أكثر من 100 عملية استهداف، لكن معظمها لا تحدث سوى أضرار طفيفة بأرتال الإمدادات، وفي بعض الأحيان تتسبب بحرق بعض العجلات المحملة بالمواد.
وفي حين تقول الجهات العسكرية الرسمية العراقية على أن معظم مواد الدعم اللوجيستي مخصصة للقوات العراقية، تصر الفصائل المسلحة على أنها تابعة لقوات التحالف الدولي والقوات الأميركية.
ويرى بعض المراقبين المحليين أن الفصائل المسلحة الموالية لإيران تبدو وهي تواصل هجماتها ضد القواعد العسكرية وأرتال الدعم اللوجيستي، كمن يحارب «طواحين الهواء»، ذلك أن معظم هذه القواعد والأرتال تابعة للقوات العراقية بحسب المصادر الرسمية وخالية من تواجد القوات الأجنبية.
وكان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، أعلن، الأربعاء الماضي، انتهاء المهام القتالية للتحالف الدولي وأكد «استكمال خروج كل قواته ومعداته القتالية خارج العراق، وأصبح دور التحالف يقتصر على المشورة والدعم حسب مخرجات الحوار الاستراتيجي».
غير أن الفصائل المسلحة ومن ورائها طهران وبضغط من تأثير المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني مع الدول الغربية لا تريد تصديق أن ورقة الضغط المتمثلة بمهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لم تعد ذات تأثير مهم في مساعيها لإرغام واشنطن وحلفائها على تخفيف شروط التفاوض. كما يتزامن هذا التصعيد من جانب الميليشيات مع إحياء الذكرى السنوية الثانية لمقتل أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي والجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني السابق بضربة جوية أميركية على طريق مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020.
من ناحية ثانية، أعلنت مصادر أمنية عراقية تعرض رتل ثانٍ للدعم اللوجيستي التابع لقوات التحالف الدولي، أمس الثلاثاء، لانفجار بعبوة ناسفة على طريق المرور السريع في ناحية اليوسفية جنوب بغداد. وقالت المصادر إن الانفجار لم يسفر عن إصابات. وفي وقت سابق أعلنت مصادر أمنية عراقية أفادت بأن رتلاً للدعم اللوجيستي لقوات التحالف تعرض فجراً لانفجار بعبوة ناسفة على طريق المرور السريع قرب محافظة المثنى 300 (كلم جنوب بغداد)، دون خسائر أو إصابات.