فيما تعيش كبرى مدن كازاخستان احتجاجات غير مسبوقة، أفادت وكالة "رويترز"، الخميس، بأن جنوداً يطلقون النار على المحتجين في ساحة رئيسية بألماتي كبرى مدن البلاد.
وسمعت طلقات نارية جديدة مساء اليوم في ألماتي، كما أتى صوت إطلاق النار من اتجاه مكتب رئيس البلدية الذي اقتحمه متظاهرون، الأربعاء.
من جانبها، أعلنت داخلية كازاخستان مقتل 18 رجل أمن، وإصابة 748 خلال المواجهات في البلاد، واعتقال 2298 محتجا.
فيما قالت الشرطة إنها قتلت العشرات من مثيري الشغب في ألماتي، كما أفادت وزارة الصحة بإصابة 1000 متظاهر.
بدورها، أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم وحدات من القوات المسلحة الروسية وجمهوريات بيلاروسيا وأرمينيا وطاجيكستان وقيرغيزستان، إرسال قوات حفظ سلام، بعد مناشدة الرئيس الكازاخستاني، قاسم جومارت توكاييف، مساعدته على إخماد العنف الذي عم إحدى أكبر المدن في البلاد، وأودى بحياة العشرات من رجال الأمن والمحتجين على السواء.
محاولة للتهدئة
وكان الرئيس قاسم جومارت توكاييف، حاول تهدئة الغضب العام، عبر إقالة سلفه نزارباييف من منصب رئيس مجلس الأمن القومي يوم الأربعاء واضطلع بمسؤولياته.
كما عين رئيسا جديدا للجنة أمن الدولة، وأقال أحد أقارب نزارباييف من ثاني أعلى منصب في اللجنة.
كذلك تقدمت حكومة توكاييف باستقالتها، إلا أن كل تلك الإجراءات لم تفلح في تهدئة الشارع. فاستمرت الاحتجاجات، بل سيطر المتظاهرون على مطار في ألماتي، وألغيت كافة الرحلات الجوية من المدينة وإليها.
غضب من زيادة أسعار الوقود
يذكر أن التظاهرات كانت اندلعت في بادئ الأمر بسبب غضب من زيادة أسعار الوقود، إلا أن نطاقها اتسع سريعا، ليشمل معارضة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي لا يزال يحتفظ بسلطات واسعة في الجمهورية السوفيتية السابقة، رغم استقالته عام 2019 بعدما حكم البلاد ما يقرب من ثلاثة عقود.
ويُنظر إلى نزارباييف، البالغ من العمر 81 عاما، على نطاق واسع باعتباره القوة السياسية الرئيسية في العاصمة نور سلطان، التي سميت تيمناً به.
كما يُعتقد بأن عائلته تسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، الأكبر حجما في آسيا الوسطى. إلا أن الرجل لم يظهر علنا أو يدلِ بتصريحات منذ بدء الاحتجاجات.