بعد أسبوع واحد فقط من اجتياح حركة طالبان للعاصمة كابل في منتصف أغسطس 2021، والاستيلاء على القصر الرئاسي والوزارات الحكومية، بدأت الحركة المتشددة مناشدة سفارات أفغانستان في الخارج لتمثيلها.
فقد كشف دبلوماسيون أفغان أن بعض الرسائل، المرسلة من البريد الإلكتروني وواتساب، كانت مؤدبة بشكل غير معهود، وكانت سريالية لحركة متشددة معروفة بتنفيذها هجمات انتحارية ضد مساجد ومستشفيات وتنفيذ إعدامات جماعية في ملاعب كرة القدم خلال آخر فترة لها في السلطة.
وتلقت القنصليات الأفغانية في الولايات المتحدة، رسائل تمهيدية بسيطة فيما تلقت قتصليات أخرى رسائل أكثر إلحاحاً، وعلى سبيل المثال بدأت إحدى السفارات في أوروبا بتلقي رسائل إلكترونية من عنوان بريدي يحمل علامة طالبان تطلب من الدبلوماسيين إرسال أسمائهم وخطط عملهم، وفق ما كشف تقرير لمجلة "فورين بوليسي".
مكالمات جماعية
في موازاة ذلك، طالب العديد من رسائل واتساب والبريد الإلكتروني الموجهة إلى الدبلوماسيين، بإجراء مكالمات جماعية عبر الإنترنت مع وزير خارجية طالبان بالإنابة، أمير خان متقي.
وقرأ العديد من الدبلوماسيين المنفيين هذا كإشارة إلى أن الحركة تخطط للسيطرة على القنصليات في الخارج.
وكشفت "فورين بوليسي" أنها تحدثت مع 12 سفيرا ودبلوماسيا لا يزالون يعملون في سفارات أفغانستان في الخارج، وبحسب المعطيات التي توصلت إليها لم ترضخ أي سفارة حتى الآن لحكومة الحركة الجديدة.
لا للحوار
كذلك، فضل غالبية الدبلوماسيين عدم الرد على رسائل الحركة، وأرجع بعضهم الموقف الرافض للحوار لكون الحركة وسياستها تتناقض مع أفغانستان التي أقسموا على خدمتها.
ولا تزال غالبية السفارات الأفغانية في الخارج تعمل بعد سقوط كابل في يد طالبان، ولم ترضخ أي منها حتى الآن لسلطة الحركة، لكن هذه السفارات تواجه نقصا في الموارد المالية.
وتركز السفارات الأفغانية في الراهن جهودها على مساعدة اللاجئين الأفغان في الخارج، رغم تراكم مشكلات الموارد المالية، إذ لم يعد الدبلوماسيون يتلقون رواتبهم.
غالبية السفارات مفتوحة
من جانبه، قال صفي الله وحدت، الرئيس السابق للموارد البشرية في وزارة الخارجية الأفغانية، إن حوالي 45 سفارة أفغانية و20 قنصلية أفغانية ما زالت مفتوحة حول العالم لكن الفجوة تتسع بشكل أكبر مع المغادرين من الدبلوماسيين رفيعي المستوى.
يذكر أن سفير أفغانستان لدى الأمم المتحدة، غلام إيزاكزاي، استقال وأخبر زملاءه أنه لم يعد لديه بلد يمثله أمام المنظمة الدولية، وفق ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" في ديسمبر 2021.