أفادت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» بأن قوات ألوية العمالقة توشك على تطهير مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية، بالكامل، وذلك بعد أن قامت بالتقدم نحو مركزها من ثلاثة محاور، بالتوازي مع التحام الألوية مع قوات الجيش الوطني التي تتقدم هي الأخرى جنوب مأرب باتجاه حريب والجوبة.
جاء ذلك في وقت اتهمت فيه الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بأنها لا تزال ترفض مساعي السلام وتواصل تصعيدها ضد المدنيين، بحسب ما جاء في تصريحات لوزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك خلال اتصال مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ.
المعارك المتواصلة التي تخوضها كافة الوحدات اليمنية في سياق عملية «حرية اليمن السعيد» واكبها أمس (الجمعة) ضربات مكثفة لطيران تحالف دعم الشرعية في اليمن ما أسفر عن مقتل 330 عنصراً حوثياً وتدمير عشرات الآليات العسكرية.
وأفاد التحالف في تغريد بثته «واس» بأنه نفذ 36 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة وأن الاستهدافات دمرت 22 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 250عنصراً إرهابياً.
أما في محافظة البيضاء التي وصلت ألوية العمالقة إلى أطرافها الشرقية من جهة مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة، فأفاد التحالف بأنه نفذ 12عملية استهداف في خلال 24 ساعة وأن الاستهدافات دمرت سبع آليات عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 80 عنصراً إرهابياً.
وكان التحالف أفاد(الخميس) بأنه نفذ 31 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب مؤكدا أن الاستهدافات دمرت 18 آليه عسكرية، وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 220عنصراً إرهابياً.
أما في محافظة البيضاء المجاورة، فأفاد التحاف بأنه نفذ في اليوم نفسه (الخميس) 22 عملية استهداف، موضحاً أن الاستهدافات دمرت 13 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 120 عنصراً إرهابياً.
وعلى وقع المعارك الجارية حيث تتحصن الميليشيات الحوثية في بعض مناطق حريب ذات الطبيعة الجبلية وفي أوساط التجمعات السكنية، أعلنت قوات ألوية العمالقة (الجمعة) مقتل ثلاثة من قيادات ميليشيات الحوثي بنيران في حريب وهم، عبد الفتاح البحري وأحمد سالم الهدار وطالب محسن الشريف.
على الصعيد السياسي، ذكرت المصادر الرسمية أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، بحث خلال اتصال هاتفي (الجمعة) مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، آخر المستجدات على الساحة اليمنية والتطورات العسكرية والميدانية.
وبحسب ما ذكرته وكالة «سبأ» أطلع بن مبارك المبعوث الخاص، «على الوضع الإنساني في محافظة مأرب التي يواجه سكانها بمن فيهم أكثر من 2 مليون نازح عدواناً همجياً مستمراً من قبل الميليشيات الحوثية منذ أكثر من عامين، كما تطرق إلى الجهود الحكومية لتطبيع الأوضاع في مديريات محافظة شبوة التي عادت إلى أحضان الدولة بعد دحر الميليشيات المتمردة منها».
ونقلت الوكالة عن بن مبارك تأكيده «أن الميليشيات الحوثية تمادت في غيها ولا تزال ترفض كل نداءات السلام وعرقلت كل المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الحرب والعودة إلى مسار السلام»، وأنه جدد «حرص الحكومة اليمنية على دعم جهود السلام وإنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة اليمنيين، بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث المعتمدة».
ونسبت المصادر اليمنية إلى غروندبرغ «تأكيده أن الحل السياسي القائم على الحوار هو الضمان لبناء سلام عادل ومستدام» وأنه نوه بأهمية تعاون جميع الأطراف لإنجاح تلك الجهود».
ومع توالي الانتصارات ضد الميليشيات الحوثية وما أثاره ذلك من ارتياح يمني على المستويين الرسمي والشعبي، ثمنت الأحزاب اليمنية في بيان سابق الدور الذي يقوم به تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات في دعم وإسناد الجبهات.
ورحبت الأحزاب المنضوية تحت مظلة الشرعية، بإعلان عملية «حرية اليمن السعيد»، وأكدت على «واحدية معركة العرب الكبرى ضد المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة». وشددت على «وحدة الهدف الوطني المتمثل باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب».
ودعت الأحزاب الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية والجهات المسؤولة إلى «تزويد الجيش بكل متطلباته اللوجيستية لإنجاح مهامه القتالية»، وإلى «استثمار الانتصارات التي تحققت لإجراء إصلاحات عميقة وشاملة في مختلف المؤسسات المركزية والمحلية وخصوصاً مؤسستي الجيش والأمن ومعالجة الأخطاء والاختلالات وتجاوز أوجه القصور وإعادة العمل المشترك والتوافق بما يعيد تقديم الشرعية بصورة تكسبها ثقة الداخل واحترام الخارج» بحسب ما جاء في البيان.
وجددت الأحزاب التي المنضوية تحت مسمى «التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية» الدعوة «لترك الخلافات والمناكفات الحزبية» ونبذ ما وصفته بـ«المشاريع الصغيرة الجهوية والمناطقية والمذهبية».