أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن الحلف قدّم مقترحات من أجل حلّ دبلوماسي للتوترات التي تثيرها التعزيزات العسكرية الروسية قرب أوكرانيا، لكنّه يبقى "مستعداً للأسوأ".
وقال "نحن الآن نمدّ اليد لروسيا مرة أخرى سعياً لمسار حوار وإيجاد حلّ سياسي"، مضيفا "لكن بالتأكيد فيما نأمل ونسعى من أجل حلّ جيد، من أجل خفض للتصعيد، فنحن أيضا مستعدون للأسوأ".
جاءت تصريحاته بعدما أرسل الحلف إلى موسكو رداً خطياً على مطالبها الأمنية، كما فعلت واشنطن.
"ستدفع ثمنا باهظا"
في السياق، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مجدداً الأربعاء، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تصرفات موسكو.
وقال بعد تسليم واشنطن رسالة لموسكو "إذا اختارت روسيا الهجوم على أوكرانيا ستدفع ثمنا باهظا"، موضحاً "أنّ هناك مبادئ جوهرية نحن ملتزمون بالمحافظة عليها والدفاع عنها، تشمل سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وحقّ الدول في اختيار الترتيبات الأمنية والتحالفات الخاصة بها".
وجدد بلينكن رغبة الولايات المتحدة بالحوار مع روسيا، وقال إنه سيتباحث مع نظيره الروسي "في الأيام المقبلة".
قائمة بالمخاوف
كما أضاف: "الرد الأميركي على مطالب روسيا الأمنية تضمن قائمة بمخاوفنا ومخاوف الحلفاء"، وتابع "سنتحدث مع منتجين للغاز بدول مختلفة إذا قطعت روسيا الغاز عن أوروبا".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن أبواب الناتو ستبقى مفتوحة أمام الراغبين بالانضمام، مبيناً أن حلفاء واشنطن سيعملون على تقديم المساعدة لكييف.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن السفير الأميركي جون سوليفان سلم اليوم الأربعاء ردا مكتوبا من واشنطن على مجموعة شاملة من المطالب الأمنية، التي قدمتها موسكو إلى الغرب.
حشد روسي
وتقدمت روسيا، التي أثارت انزعاج الغرب بحشد عسكري قرب حدودها مع أوكرانيا، بمجموعة من المطالب الأمنية أواخر العام الماضي، من بينها المطالبة بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي مطلقا. كما طالبت بوقف توسع التحالف العسكري الغربي شرقا.
ووصل السفير الأميركي إلى مقر وزارة الخارجية الروسية مساء اليوم الأربعاء، وأظهر مقطع فيديو نشرته وكالة الإعلام الروسية سوليفان وهو يغادر المبنى في وقت لاحق من المساء، وذكرت أنه بقي بالداخل لمدة 30 دقيقة.
اجتياح في منتصف فبراير
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، أكدت في وقت سابق الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعتقد أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مستعد لاستخدام القوة ضد أوكرانيا بحلول منتصف شباط/فبراير رغم الضغوط الرامية لمنع ذلك.
وقالت شيرمان خلال منتدى "لا فكرة لدي بشأن إن كان اتّخذ القرار النهائي، لكننا بالتأكيد نرى أن كل مؤشر يدل على أنه سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربما (بين) الآن ومنتصف شباط/فبراير".
وكان حشد القوات الروسية في روسيا البيضاء وقرب جارتها أوكرانيا، قد أثار مخاوف من أن موسكو تخطط لشن هجوم جديد على أوكرانيا. وضمت روسيا منطقة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 ودعمت انتفاضة موالية لروسيا في شرق أوكرانيا.
تدابير "عسكرية تقنية"
وتنفي موسكو وجود أي خطة من هذا القبيل لكنها تقول إنها قد تتخذ تدابير "عسكرية تقنية" غير محددة ما لم تتم تلبية مطالبها.
فيما أوضحت واشنطن بالفعل علنا أن بعض هذه المطالب غير قابلة للتحقيق.
وأكدت القوات الأميركية المجهزة استعدادها للانتشار في أوروبا إذا لزم الأمر، مهددة بفرض أسوأ العقوبات حال نفذّت موسكو تهديدها.
بينما قرر حلف شمال الأطلسي (الناتو) تعزيز دفاعاته شرقاً، في حين نددت موسكو برغبة "في تأجيج التوتر".
واستعرضت دول الأطلسي دعمها لأوكرانيا بطرق اعتبرتها موسكو استفزازية، إذ شملت مناورات بحرية في نوفمبر الماضي (2021) بالبحر الأسود، وتسليم دفعة من زوارق الدورية الأميركية إلى البحرية الأوكرانية.