بإسناد جوي من طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، واصلت قوات ألوية العمالقة الجنوبية (السبت) التوغل في محافظة مأرب عبر جبهتين، بعد أيام من تحرير مديرية حريب في المحافظة نفسها، وذلك بالتزامن مع فتح جبهة جديدة باتجاه محافظة البيضاء المجاورة التي يتوقع المراقبون أن يكون تحريرها بداية النهاية للوجود الحوثي في المحافظات الشمالية.
وفيما تتكبد الميليشيات الحوثية المئات من عناصرها بين قتيل وجريح بشكل يومي في جبهات جنوب مأرب، وفي جبهات محافظة تعز وبعض مناطق الساحل الغربي، تواصل الرد على ذلك بإطلاق الصواريخ الباليستية على الأعيان المدنية في مأرب وشبوة، مع استمرارها في تفخيخ الجسور والطرقات في المناطق التي تفر منها، بحسب ما أفادت به مصادر ميدانية.
في هذا السياق، أفاد تحالف دعم الشرعية أمس (السبت) في تغريد بثته «واس» بأنه نفذ 27 عملية استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب خلال 24 ساعة، مؤكدا أن هذه الاستهدافات دمرت 13 آلية عسكرية وكبدت الميليشيات الحوثية خسائر بشرية تجاوزت 90 عنصرا إرهابيا.
وأدت الضربات الإسنادية من قبل تحالف دعم الشرعية خلال الأشهر الأخيرة إلى استنزاف القدرات الحوثية على الصعيد البشري وعلى مستوى الآليات القتالية، حيث تقدر مصادر ميدانية أن الجماعة خسرت أكثر من 12 ألفا من مسلحيها خلال الأسابيع العشرة الماضية، لاسيما في جبهات مأرب والجوف وشبوة، فضلا عن مئات الآليات القتالية.
في السياق الميداني نفسه، أفادت مصادر ميدانية بأن قوات ألوية العمالقة، واصلت (السبت) عملياتها العسكرية في مأرب على محورين، الأول باتجاه مديرية الجوبة حيث باتت تقترب من السيطرة على عقبة ملعاء الاستراتيجية، بعد السيطرة على مناطق نجد والحجلا الواقعة بين حريب والجوبة.
وكانت الميليشيات الحوثية قامت عقب فرارها من حريب بتفجير الطريق الرئيسية في منطقة ملعاء كما نسفت الجسور أملا في أن يؤدي ذلك إلى إعاقة تقدم قوات ألوية العمالقة.
أما في المحور الآخر، فأفادت المصادر بأن الألوية نفسها تواصل التقدم إلى وسط مديرية العبدية جنوبا، وأنها باتت قريبة من مركزها، حيث تقوم بأعمال التفافية في الجبال الوعرة لتطويق الميليشيات وقطع طرق إمدادها، بالتوازي مع عمليات هجومية للجيش الوطني وقوات المقاومة باتجاه معسكر «أم ريش» شمال مديرية الجوبة.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» أن وحدات من ألوية العمالقة فتحت جبهة جديدة جنوب مديرية حريب في محافظة شبوة، حيث تقدمت في وادي النحر غربا وسيطرت على منطقة غرابة أولى مناطق مديرية ناطع في محافظة البيضاء، وذلك بعد أن كانت وصلت إلى مديرية نعمان في محافظة البيضاء أسفل عقبة القنذع بعد تقدمها سابقا عبر وادي خير في مديرية بيحان.
وكانت ألوية العمالقة أعلنت (الجمعة) إعادة تموضع بعض ألويتها في محافظة شبوة، حيث يرجح المراقبون وجود خطة جديدة للقوات من المرتقب أن تبدأ ميدانيا في الأيام المقبلة.
ويرى المراقبون أن تقدم ألوية العمالقة عبر محوري مديرية نعمان ومديرية ناطع من شأنه أن يفتح الطريق إلى محافظة البيضاء التي تمتلك حدودا إدارية مع ثماني محافظات أخرى، ويعني السيطرة عليها بداية النهاية للانقلاب الحوثي، بخاصة وأن الميليشيات لا تحظى فيها بحاضنة شعبية.
وبموازاة هذه التطورات، ذكر الإعلام العسكري للجيش الوطني اليمني أن عددا من عناصر الميليشيات الحوثية قتلوا وجرحوا في ضربة جوية (السبت) نفذتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية في محافظة تعز.
وبحسب ما نقلته المصادر، فإن الطيران استهدف مواقع الميليشيات الحوثية في منطقة الصراهم غرب تعز، ما أسفر عن مصرع وجرح تسعة من عناصر الميليشيات الحوثية وتدمير أسلحة متوسطة.
وكانت المعارك تجددت في تعز منذ أيام في الجبهتين الشرقية والغربية، حيث تسعى القوات إلى التقدم نحو مديرية مقبنة شمالا وقطع طريق تعز – البرح، لتلتحم مع القوات المشتركة التي تطوق بلدة البرح من الغرب.
وذكرت المصادر الرسمية أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أجرى اتصالا هاتفياً بمحافظ تعز نبيل شمسان، للاطلاع على تطورات الأوضاع في المحافظة، والوقوف على سير العمليات العسكرية والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني ورجال المقاومة الشعبية في مختلف جبهات المحافظة.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية، أن هادي استمع من المحافظ إلى شرح واف عن سير العمليات العسكرية والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني مسنوداً بمقاتلات التحالف، وأنه أشاد بالانتصارات وأشار إلى أهمية محافظة تعز وما تمثله من ثقل سياسي وثقافي على اليمن بشكل عام.
وفي حين شدد الرئيس اليمني على أهمية بذل الجهود الممكنة لتقديم أفضل الخدمات في الجوانب التعليمية والصحية والمياه والكهرباء والطرق، أكد حرص الحكومة واهتمامها بمحافظة تعز كسائر المحافظات المحررة.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت رفضت على مدار الأشهر الماضية جميع الدعوات الدولية والأممية للتهدئة، وقامت بحشد الآلاف من عناصرها باتجاه محافظة مأرب النفطية، أملا في السيطرة عليها، غير أنها اصطدمت بمقاومة ضارية كبدتها أكثر من 30 ألف من عناصرها، وفق تقديرات تحالف دعم الشرعية.