تشهد الحدود ما بين إسرائيل وقطاع غزة «حرب حواجز»، كل منها تريد الإمساك بالمواطن الفلسطيني، عبد الكريم شعبان عبد الكريم أبو عودة (35 عاماً)، الذي هرب من سجن الأمن الداخلي الذي كانت قد أقامته إسرائيل لدى احتلالها القطاع، وأصبح تابعاً لحركة حماس منذ سنة 2007.
وكانت السلطات الأمنية التابعة لحماس في قطاع غزة، قد أعلنت قبل يومين عن «هروب الموقوف الأمني الخطير، عميل الاحتلال الإسرائيلي»، وأقامت عدداً كبيراً من الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش على طول الحدود لإلقاء القبض عليه. ونشرت صوره الشبكات الاجتماعية وفي جميع أنحاء القطاع داعية الجمهور لمساعدتها في القبض عليه. وفي تل أبيب، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قواته اعتقلت فلسطينياً حاول اجتياز العائق من شمال قطاع غزة نحو الغلاف، لم يضبط معه أي سلاح وتم تحويله للتحقيق. ولم تذكر اسمه، لكن تلميحات ظهرت تدل عليه. ومع ذلك فقد نشرت إسرائيل تعزيزات لمنع تجاوز الحدود إليها، في إطار البحث عنه.
ودعت حماس كل من يتعرف إلى أبو عودة الإبلاغ فوراً، مشيرة إلى أنه سيتم تخصيص مكافأة مالية بقيمة 200 ألف دولار لمن يُبلغ عنه، وتوعدت بعقاب شديد لكل من يتعاون معه ويساعد في اختفائه. وشهدت مدينة غزة، يومي أمس وأول من أمس، إغلاقاً للبحر بصورة تامة أمام حركة الصيد والملاحة البحرية ودعت الصيادين إلى اليقظة والحذر.
وأبو عودة معروف على أنه كان سابقاً ينتمي إلى كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس. وقد اختفى عن الأنظار سبعة شهور، وعند اعتقاله، عام 2019، وجهت إليه تهمة العمالة، وقيل في لائحة الاتهام إن الاحتلال الإسرائيلي كلفه بكشف شبكة أنفاق القسام في بيت حانون. وحسب خبراء القانون، فإن التجربة تدل على أن الحكم الذي كان ينتظره بسبب هذه التهمة هو الإعدام. ولذلك تم وضعه في سجن ذي حراسة مشددة.
وتحاط السلطات الأمنية لحركة حماس بتساؤلات قاسية، عن كيفية فرار أبو عودة من هذا السجن، بالذات، المدجج بحراسة كبيرة، والتمكن من الوصول إلى الحدود بحرية وسهولة ليعبر إلى إسرائيل، علماً بأن حماس تسيطر على الحدود وتراقبها، من دون أن يعترضه أحد. وعن سبب عدم إعدامه حتى الآن، ترد حماس بأن المعركة لم تنته بعد، وأنها ليست واثقة من أنه تمكن فعلاً من مغادرة القطاع، واعتبرت النشر عن وصوله لإسرائيل «محاولة من الاحتلال لزرع البلبلة».
ورفض الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، التعليق على الأنباء بأن أبو عودة هرب إلى إسرائيل. وقالت مصادر أمنية في تل أبيب، إن المعلومات عن الأنفاق في غزة تصل إلى إسرائيل من عدة مصادر، بينها اعترافات معتقلين من نشطاء حماس الذين يتم ضبطهم في ظروف مختلفة.