استحوذت قضية "طالبة داخلية حجار"، على مدى الأيام الماضية على اهتمام الشارع السوداني، فيما لا يزال الاعتصام أمام جامعة الأحفاد بأم درمان مستمراً، على الرغم من انتشار أنباء تفيد بالقبض على المشتبه به.
وكانت القصة التي أثارت الرأي العام في البلاد، لاسيما الطالبات الجامعيات، بدأت قبل حوالي أسبوع، بعد أن أرسلت طالبة تدرس بجامعة الأحفاد بأم درمان ليل 25 يناير رسالة إلى صديقتها مفادها أنه تم الاعتداء عليها واغتصابها ليلا تحت تهديد السلاح داخل السكن الجامعي الذي يعرف بـ "داخلية حجار"، ثم سرقتها.
إذ قالت "استيقظت على شخص يضغط على صدري، فظننت أنه لص، وعرضت عليه النقود لكنه رفض". وأضافت: "حاولت المقاومة إلا أن قوته غلبت ضعفي".
هدد بالعودة
لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل إن المعتدي هددها بالعودة مجدداً، بحسب قولها.
كما أضافت محذرة صديقاتها بأن الإدارة تتستر على القضية وتهدد بفصل كل طالبة تثيرها.
ما فتح النار على إدارة الجامعة، إذ قاد ناشطون حملة واسعة يتهمون فيها الإدارة بالتقصير في حفظ الأمن، والتستر على جريمة، بل التراخي مع هذا النوع من الجرائم.
تطرق الأبواب خوفا
في السياق، تحدثت الطالبة نسرين محمد إبراهيم المقيمة في السكن المذكور لـ العربية.نت عن الحادثة، قائلة: "سمعت الطالبات صوت ضجيج، فخرجن من الغرف لمعرفة ماذا يحدث إلا أن المشرفات قمن بتهدئة الأمور، وقلن إن الجلبة خارج السكن"، لكن لاحقا تبين للطالبات بعد رسالة زميلتهن أنها كانت تطرق الأبواب خوفا عقب الاعتداء عليها.
كما أضافت أن ذلك اليوم والذي أعقبه شهد تحركات غير مألوفة، فقد عمدت الإدارة إلى تركيب كاميرات للمراقبة وشددت الحراسة على المداخل، ما أكد الشك الذي انتاب الطالبات عقب الرسالة.
ليست المرة الأولى
وبحسب المتحدثة، لم تكن تلك الحادثة هي الأولى في جامعة "حجار"، إذ لم يمر وقت طويل على اقتحام لصوص المبنى وسرقة مجموعة من مقتنيات الطالبات.
إلا أن إدارة الجامعة هددت الطالبات بالطرد والفصل إذا تسربت أي معلومة حول الواقعة.
لكن الحملة الواسعة التي شنتها الطالبات وناشطات عدة على وسائل التواصل لاحقا، دفعت الجامعة إلى الإقرار بوقوع "التعدي"، وبالتالي الوعد بالتحقيق ومحاسبة المقصرين إذا وجدوا.
وكانت طالبات "حجار" افترشن الأرض والتحفن السماء، في اعتصام مفتوح خارج أسوار السكن، مطالبات بالحماية والأمان.
ولم تفلح تطمينات "مدير جامعة الأحفاد" بروف قاسم بدري وتعهده بزيادة أفراد التأمين ومتابعة القضية حتى القبض على المعتدي ومحاسبته في إقناعهن بالدخول.