‎الصلاة بين الحب والحرب

الصلاة بين الحب والحرب:
وافى إلينا يزهو ببراءة طفل وليد في عتمة الليل الممدود وفي راحيتيه ألحان العشق البعيد ، صَهَرَ الشوق وأحرق في الثوب قلبا عنيدا من حديد لكني هربت لكل الزوايا التي تاهت فيها خُطايا وغُدت شظايا شظايا ،أعجز مني الحروف وأشفى الحنايا وخلقني فيّ حالات الارتباك البَهيّ فإنحنت له الكلمات طوعا وتَسَاقَطَت حروفا من البِلَورِ الأحمر ، سجل ميلاد إمرأة ،سجل تاريخا في القلب المدحور، سجل عشقا يحيا عند مخاض القلب العاقر الضمور و أَيْقَظَ الحب الغاضب كالبركان الهادر المَسْجور الذي أفاقَ الأفكار لتكتب حرفا عاشقا، حرفا شاهدا ، حرفا يجعل حروفي يتيمه إن لم تطال من حسن وطره و أقلامي عقيمة إن لم ترتوي من كحل عينيه ، فيا سيد الليل يا قِبْلَةَ العشَّاقِ دع سكون الجمال فيك يصغي باِهتمام مطبق فقصائدي طويلة والعمر قصير، كثيره رحل والباقي على أهبة الرحيل، الرحيل للصلاة بين حب اِصطفى له القلب وحربٌ على عقلٍ بها المختار أسير، أسير لم يفهم سر البَلِيَّة حين أبتلي به بلاءً جميلا وسط متسع من الوحدة في ذاك العمر الراكض الذي تبدد فيه الليل وإنبلج الفجر وإكتمل من وحي و هاجس لحُلم عاشق ولدته الليالي بعد مخاض عسير ووجع غائر بين الجفون من العذاب بسكون وسكوت، اِحترف العشق والجنون يتناول الحب ونار جَوى والوجد يعصف به بنبضات دافئة فيزداد جمالا ورونقا، يتسرب في عروقه دفء لذيذ و زفرة نار من الإحساس لأنسام غيد متمركزا حوله جنون حب معلق ليكتفي به حبا لن يتكرر فيلتف حوله كحلقة تَاقَ أن يحضى به من كل الأبعاد وبأقصى درجاتِ اللهفةِ، بل يلتف حوله كمصيدة لا يتطلع إلى الهرب منها حتى ولو وجد، عيونها تقولُ له في صمتٍ شديدٍ اِقترب فهي تبتغي منه سوى اِكتمال وجودها في ساعاتِ اللقاءِ المجنونةِ تصيغ الخيال و من خلفِ حجاب يُنزع عنك الستار لتقبل حينها إليا ، لن أغض بصري بل أغمرك بعطر الحب الذي يفرخ داخلي ولهفة القلب يتحول صمتها إلى جمود قاتل في عمق اللحظة بنظرات مخنوقة، فتفنن بدروب القرب شح اللقاء يهزل جسدك الذي به فقر دم شديد وفي فمي دم الحياة حينها أسند قلبك بوصال يسد ثغرات التوق لترمم قلب عاشق آيل للسقوط و قلبي لا يتسعُ إلا لك، فلا تخف أسكن مدنه، إرتحل بدمي إمتزج بجلدي بلحمي بعظمي، إِنْدَمَجَ بروحي وحين تمر على قلبي إحتسيني وتجرعني داخلي ضجيج كعجيجِ اللججِ المتلاطمة، إنتثر وإرتمي فوقي كشجرة في حضن نار تعبت من الحبّ وتعبت من الأشواقِ إمتصها دفعة واحدة ففي صدري صرخة رعد ورجفة تعتريني سأنزفها إشتياقا قطرة قطرة ولن أرتوي إلا بين تلك المنطقة التي تكون بيننا منزوعة الإشتياق و مَهَابَة الموت قائمة بين عينيك، غارقا في حبك متشنجا بلا أنفاس لا تدخل ولا تخرج أصغي بعِنَايَة مطبقة لخُشوع الليل وجمالك، أعطيك قدحا من روحي لتشرب و أنقذك بقبلاتِ حنينٍ متتالية، قبلات نخب العشق و عناق أشفي به اشتياقك و اشتياقي و أحرر بها عبيد الحب داخلك فانصهر فوقي لأنتهي بقربك، و زملني بك و تمرد داخلي فجسمي أضناه الحنين و أصابته بك حمى الجنون في هذا الليل المثقل بلونه الأسود الظالم والمظلم دونك فهلا زرت قلبي الذي ينبض شوقا لحبك و ألقيت عليه السلام.
بقلم / مريم عرجون الكاتبة الجزائرية

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
© Copyright 2024, All Rights Reserved, by Ta4a.net