وجّهت النيابة العامة في مصر، اتهامات لمسجونين في أحد أقسام الشرطة في محافظة القاهرة، بعدما قالت، إنهم «ادعوا تعرضهم لتعذيب، وصوّروا أنفسهم وأحدثوا إصابات بأجسادهم»، معتبرة أن ذلك كان ضمن «مخطط بتحريض من داخل البلاد وخارجها».
وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، مقاطع مصورة قالت، إنها حصلت عليها، وتظهر، بحسب الصحيفة «عمليات تعذيب لأشخاص» نقل محرر الخبر أنهم في قسم شرطة السلام في مصر، وأكدت أنها «تحققت من صحتهما».
لكن بيان النيابة المصرية الذي صدر مساء أول من أمس، أشار إلى أن «التحقيقات أسفرت (حتى وقت صدور البيان) عن كذب ما ادعاه بعض المحجوزين بديوان قسم شرطة السلام خلال مقطع مرئي متداول بمواقع التواصل الاجتماعي من تعذيبهم بالقسم، حيث توصلت إلى عدم صحة هذه الادعاءات، وأنهم أحدثوا بأنفسهم إصابات داخل الحجز، وصوّروا المقطع المتداول بهاتف محمول مُهرَّب، ثم أُذيع للادعاء كذبا بذلك».
ولم تشر النيابة إلى تلقيها بلاغاً بشأن المقاطع؛ إذ أشارت إلى أنها وحدة «الرصد والتحليل» التابعة لها رصدت تداول المقطع الذي ظهر فيه «أشخاص عدة من داخل مقرِّ حجز قسم شرطة السلام يستغيثون لنجدتهم بزعم الاعتداء عليهم وتعذيبهم وإصابتهم من جرَّاء تعدي ضباط الشرطة عليهم، وادعاء وفاة أحدهم، ومنع الطعام عنهم، فباشرت التحقيقات».
وأفادت النيابة المصرية، بأن محققيها استجوبوا «أحد المحبوسين بالقسم (في حضور محاميه) فأقرَّ باتفاقه مع ذويه على تهريب هاتف محمول إلى داخل محبسه خلال زيارته بالقسم ليتواصل ذووه معه، لكن محبوسين آخرين في الحجز نفسه استولوا على الهاتف، واتفقوا على إحداث إصابات ببعضهم بمواضع متفرقة من أجسادهم باستخدام عملة معدنية كانت بحوزتهم، ثم صوروا المقطع المرئي المتداول، وأظهروا فيه إصاباتهم، وادعوا على خلاف الحقيقة تعرضهم لتعذيبٍ بَدَني من ضباط الشرطة بالقسم، وأذاعه أحدهم»، على حد وصف البيان.
كما نقلت تحقيقات النيابة، أن «تحريات الشرطة حول الواقعة توصلت لاشتراك أربعة متهمين محبوسين على ذمة قضايا أخرى في (مخططٍ) الغرض منه ادعاء تعرضهم للتعذيب بحجز قسم الشرطة على خلاف الحقيقة، وأنهم أحدثوا إصابات بأنفسهم بقطع معدنية بتحريض من آخرين داخل البلاد وخارجها؛ لإحداث زعزعة فيها، وإثارة الفتن وبث الشائعات بها من خلال تصوير المقطع المتداول المدعى فيه من بعض المحبوسين بالقسم تعذيب ضباط الشرطة لهم، وقد تم ضبط الهاتف المستخدم في التصوير».