شهد النزاع في أوكرانيا تناقضا صارخا بين موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهة، وبين تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، حول الأنباء التي ثارت حول إغلاق تركيا مضيقي البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية، وهو ما نفته أنقرة وموسكو.
من ناحية أخرى، شكر الرئيس الأوكراني، الجانب التركي على ما اعتبره قيام أنقرة بإغلاق مضائقها أمام السفن الروسية.
وغرد زيلينسكي على "تويتر": "أشكر صديقي الرئيس أردوغان وشعب تركيا على الدعم القوي. إن حظر مرور السفن الحربية الروسية والدعم العسكري والمساعدات الإنسانية هي أمور غاية في الأهمية اليوم. إن شعب أوكرانيا لن ينسى هذا".
تغريدة زيلينسكي أثارت لبسا وغموضا حول الأمر، أو تعمدت ذلك، وكان التساؤل: هل يشكر الرئيس الأوكراني، تركيا بالفعل على إغلاقها المضائق أم يطالبها بذلك؟ خاصة أن تركيا أعلنت، الخميس، أنها لن تتخذ هذه الخطوة.
وفي محاولة من أنقرة للخروج من المأزق الذي اختلقه زيلينسكي، نفت منعها مرور السفن الروسية في المضائق التي تخضع بالكامل لسيطرتها بموجب اتفاقية مونترو، التي يعود تاريخ توقيعها إلى عام 1936 في سويسرا.
وتدخلت موسكو في الجدل الدائر، ونفت عبر وكالة "إنترفاكس" الروسية تلقيها أي خطاب رسمي من تركيا يفيد بإغلاق المضائق التركية أمام سفنها الحربية.
هذا وأفادت وكالة سبوتنيك الروسية، السبت، بأن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، أكد لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو استعداد موسكو للتسوية في أوكرانيا، وذلك بعد دعوة الرئيس التركي أردوغان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الوضع.
وكان الرئيس التركي قد أبلغ نظيره الأوكراني زيلينسكي، السبت، أن أنقرة تبذل جهودا من أجل التوصل إلى هدنة في أقرب وقت، عقب العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا في وقت سابق هذا الأسبوع.
وتأتي العملية العسكرية التي شنتها روسيا يوم الخميس الماضي بعد أسابيع من التوتر والحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، وعقب أيام من إعلان الرئيس الروسي بوتين قراره الاعتراف بسيادة منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا.