قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إنه تحدث هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث دعا لحرمان من وصفها "الدولة المعتدية" من حق التصويت في مجلس الأمن، في إشارة لروسيا التي بدأت قبل يومين عملية عسكرية في أوكرانيا.
ودعا زيلينسكي عبر تويتر أيضا إلى اعتبار ما تقوم به روسيا من أفعال وبيانات "إبادة جماعية بحق شعب أوكرانيا".
وطالب كذلك بالمساعدة في تسليم "جثث الجنود الروس".
وقال غوتيريش عبر تويتر إنه أبلغ الرئيس الأوكراني خلال الاتصال عزم الأمم المتحدة تعزيز المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني. وأضاف أن "احترام القانون الدولي وحماية المدنيين أمران أساسيان".
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأوكراني زلينيسكي، اليوم السبت، إن هناك ما يربو على 100 ألف من القوات الروسية في أراضي بلاده، ويطلقون النيران على المباني السكنية.
وأوضح زلينيسكي عبر حسابه على "تويتر" أنه تحدث مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وحث الهند على منح أوكرانيا الدعم السياسي في مجلس الأمن الدولي.
تأتي تصريحات زلينيسكي بعدما بدأت روسيا يوم الخميس الماضي عملية عسكرية بالأراضي الأوكرانية، بعد أسابيع من التوتر والحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
وقبل انطلاق العملية العسكرية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 فبراير الجاري عن قراره الاعتراف بسيادة منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأوكراني أن أوكرانيا "أخرجت خطة الهجوم الروسية عن مسارها".
وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو على "فيسبوك": "صمدنا ونجحنا في التصدي لهجمات العدو"، موضحا أن "القتال مستمر في العديد من البلدات والمناطق في البلاد، لكن جيشنا هو الذي يسيطر على كييف والمدن الرئيسية في كل أنحاء العاصمة".
ودعا زيلينسكي، الروس إلى "الضغط على الرئيس فلاديمير بوتين لوقف الحرب".
كما حث ألمانيا والمجر على "التحلي بالشجاعة" ودعم استبعاد روسيا من نظام "سويفت" المصرفي لمعاقبة موسكو.
وقال زيلينسكي في مقطع الفيديو: "هناك دعم شبه تام من دول الاتحاد الأوروبي لاستبعاد روسيا من سويفت"، معبرا عن أمله في أن "تتحلى ألمانيا والمجر بالشجاعة لدعم هذا القرار".
وفي وقت سابق، بينما كانت العاصمة كييف تتعرض للقصف الروسي منذ الساعات الأولى من صباح السبت، ظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي في بث مباشر يبدو من خلال الموبايل من أمام مكتبه في كييف ليخاطب شعبه بالقول: "لن نلقي السلاح.. سندافع عن أرضنا".
وأضاف الرئيس الأوكراني "أنا هنا"، مؤكداً أنه سيبقى في كييف، وذلك في المقطع المصور من أمام مكتبه في العاصمة، والذي تم بثه على "فيسبوك".
وتابع: "تحدثت مع الرئيس الفرنسي وأسلحة ومعدات من شركائنا في طريقها إلى أوكرانيا"، مشدداً بالقول: "لم أطالب الجيش بأن يلقي السلاح وينسحب من الميدان".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن تقارير لوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA عن وجود قناصة روس في كييف قبل العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.
كما أفادت "واشنطن بوست" بأن مسؤولين أميركيين عرضوا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إجلاءه كي لا يقع في الأسر.
وأضاف المصدر أن الرئيس الأوكراني رفض العرض الأميركي بإجلائه من كييف.
وكان الرئيس الأوكراني حذر ليل الجمعة من أنّ القوات الروسية ستحاول هذه الليلة الاستيلاء على كييف حيث تدور معارك ضارية.
وقال زيلينسكي في رسالة مصوّرة نشرها الموقع الإلكتروني للرئاسة "يجب أن أقولها بصراحة تامة: هذه الليلة ستكون أصعب مما كان عليه النهار. العديد من مدن بلادنا يتعرّض للهجوم".
وأضاف "اهتمام خاص بكييف.. لا يمكننا أن نخسر العاصمة".
وتابع "أتوجّه إلى المدافعين عنّا، رجالاً ونساءً في جميع الجبهات: الليلة، سيستخدم العدو كلّ قواته لسحق دفاعاتنا بأكثر الطرق خسّة وقسوة ولا إنسانية. هذه الليلة سيحاولون الاستيلاء" على كييف.
وأعلن الرئيس الأوكراني أنّه تحدث خلال النهار مع العديد من كبار القادة الغربيين، بمن فيهم الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال "اتّفقنا على مزيد من المساعدات، ومزيد من الدعم، على دعم كبير لبلادنا".
وشدّد زيلينسكي على أنّ "هدفنا الرئيسي هو إنهاء هذه المذبحة".
وتدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث، اليوم السبت، حيث تجدد قصف العاصمة وسُمع دوي إطلاق نار في ميدان الاستقلال وسط كييف منذ الساعات الأولى من اليوم، وسط تحذيرات من السفارات الأجنبية ومطالبات لرعاياها بالحذر والبقاء قرب الملاجئ، وتحذيرات متكررة للأوكرانيين بالنزول إلى الملاجئ للاحتماء من القصف.
وأفادت الأنباء بسماع دوي إطلاق نار بالقرب من المقرات الحكومية في وسط العاصمة الأوكرانية، فيما أكد الجيش الأوكراني وقوع هجوم على قاعدة عسكرية قرب كييف، كما أن القوات الروسية أطلقت صواريخ "كاليبر" على أوكرانيا من البحر الأسود.
وأفادت مصادر متطابقة بأن العاصمة الأوكرانية تشهد انقطاعا في خدمة الإنترنت، كما أفاد شهود عيان بوجود أعمال سلب في كييف، بالتزامن مع شح المواد الغذائية وخاصة الخبز.