غليان شعبي في صنعاء ينذر بانفجار ثورة جياع في وجه ميلشيا الحوثي ضد الفقر والقهر والحصار وعقلية السطو والنهب وثقافة القمع الممنهج باسم الدين، نتيجة الانفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة، حيث انتشرت في جدران الشوارع والمنازل في أحياء صنعاء، عبارات "ارحل يا حوثي" تندد وتطالب مليشياته بالرحيل.
وتداول النشطاء تلك الصور بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، ما أثار نوبات هلع بين أوساط سلطة المليشيا التي سارعت إلى إعلان حالة الطوارئ تحسباً لخروج هبة شعبية تقتلع الأخضر واليابس، وتزامناً مع صوت الاحتجاجات المكتوبة بعيداً عن الأعين على الواقع، غصّت منصات السوشيال ميديا بتلك الصور أمام الجميع، ترافقها هاشتاغات #متنا_جووووع_ياحوثي ولا ماتت أميركا ولا إسرائيل".
وشعارات مضادة مناهضة تتوعد بقرب إزاحة الكابوس الحوثي عن وجه اليمن الحزين، وإنهاء تواجد مليشياته بعد تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة.
دقت ساعة الصفر
وقال نشطاء يمنيون للعربية.نت إن ثورة الكادحين والفقراء من أبناء الشعب اليمني، آتية لطرد المليشيا وإعادتهم إلى أوكارهم في كهوف الجبال، وتستعيد جمهورية اليمن الأمن والأمان والاستقرار، وبثوا رسائل وشعارات غاضبة مخاطبين أحرار اليمن بقولهم: واجعلوها ساعة الصفر، اجعلوها ثورة التغيير المنشود، وقفوا بوجه الظلم لكتابة نهاية الحوثيين".
غليان شعبي في 3 محافظات يمنية
إلى ذلك، تفاءل كثيرون باقتراب موعد طرد مليشيا الحوثي بهبة شعبية غاضبة، مع وجود مؤشرات لانفجار ثورة جياع في شوارع صنعاء لطرد مليشيا الحوثي الإرهابية الكهنتوية، بدايتها حرب الشعارات التي استهلها الغضب الشعبي بالكتابة على الجدران "ارحل يا حوثي" لتظهر بكثرة هذه الأيام في شوارع صنعاء وتعز والحديدة، تجسد حالة غليان جراء سوء الأوضاع والنهب المستمر من قبل الحوثة على الأموال الخاصة والعامة، واستمرار عمليات السطو على المساعدات الإنسانية ومصادرة أقوات الشعب تحت يافطة الدعم الحربي وفرض دفع إتاوات وجبايات غير قانونية، وإرغام شيوخ القبائل على تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى محارق الجبهات، وخلق أزمة وقود وأسواق سوداء لبيع النفط والغاز، وقطع الرواتب وانتشار مظاهر العنف والسلاح في الشوارع، وتعيين مشرفين في الحارات يرهبون الناس، ويتعاملون مع المواطنين بأسلوب السادة مع العبيد.
من كتابة صامتة إلى صرخات غاضبة
وفي حين يعتبر البعض تلك الشعارات موجة عابرة، إلا إن أحمد الأثوري، اعتبرها مجرد بداية انتفاضة، فبعد الكتابة الجدارية الصامتة هتاف علني وصرخات احتجاج، ويقول: "في سوريا بدأت الثورة هكذا، ليس كل شيء صدفة، وليس كل شيء حدثاً عابراً".
وتفاعل عاصم شرف الدين، مع حملة الشعارات المناهضة للحوثيين، فقال لو تكتب في كل شارع، وفي كل صفحة فيسبوك، وقتها ستدرك هذه العصابة المليشياوية حجمهم الحقيقي، ويعرفوا أن الناس ضاق بهم الحال، واقتربت فرصة التخلص منهم ومن حكمهم الظلامي وطرد عملاء إيران من عاصمة اليمن إلى الأبد، لتكون صنعاء عاصمة عربية خالية من رجس الكهنوتيين السلاليين.
مغردون يحذرون
وغرّد الكاتب الصحفي، سام الغباري، قائلاً "يكتب الناس المضطهدين على طول شوارع #صنعاء_المحتلة "ارحل يا حوثي" كما قالوها يوم غزو بقية المدن، إذ خرجوا هبّة واحدة قائلين "لستَ الشعب يا حوثي". وأضاف "اليمانيون غاضبون، والانفجار لا بد منه، وندعو كل الأسر التي تجاهر بعداوتها لليمانيين وعنصريتها ضدهم أن الوقت حان للتوبة قبل زلزلة الساعة".
الشعب اليمني سيكتب بالدم نهاية المليشيات
من جانبه، كتب وليد الراجحي، في تويتر، قائلاً "خروج المواطن في صنعاء مطالبا برحيل الحوثي، مقدمة لثورة شعبية عارمة تقتلع المليشيا من جذورها وإلى الأبد". واعتبر أن الأيام القادمة تحمل كثيرا من المفاجآت، ومن كتب على الجدران بالرنج أي "الطلاء"، سيكتب بالدم نهاية مليشيا الحوثي وإيران".
انتشار أمني كثيف تخوفاً من انتفاضة وشيكة
وأثارت تحركات المحتجين على الجدران، رعب المليشيا من حدوث انتفاضة شعبية وشيكة، حيث شهدت العاصمة انتشاراً كثيفاً لعناصر حوثية مسلحة، لم يسبق له مثيل منذُ انتفاضة الـ2 من ديسمبر التي أعلنها الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح قبل خمس سنوات، وقامت بطمس العبارات المنددة بسياسة الاضطهاد والتركيع التي تمارسها بحق المواطنين وحرمانهم من أبسط حقوقهم والتي تفاقمت مؤخرًا مع تزايد المعاناة المعيشية.
ارحل ليست الحل
ووفقاً لمصادر إعلامية، فقد شنت مليشيات الحوثي الإرهابية أمس الأحد 6 مارس 2022م، حملة اعتقالات استهدفت مواطنين وعقال حارات في عدد من أحياء العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها فيما أفاد مواطنون أن المليشيا ألزمت ملاك المنازل والعقارات بتركيب كاميرات مراقبة ترتبط بأنظمتها للمراقبة.
وقال ناشط آخر رفض تحفظ على هويته، إن كتابة "ارحل يا حوثي" ليس هو الحل، وإنما الحل بحسبه في فوهات البندقية.
وأضاف: "نعم للخروج المسلح لاقتلاع هذه العصابة المستعبدة مشيراً بأنهم أهون من خيوط العنكبوت، مستدلاً على انتفاضة 2 ديسمبر".