بينما تدخل العملية العسكرية الروسية في بلاده أسبوعها الثالث، شدد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، على أن مستوى التهديد وصل إلى الحدود القصوى.
وأضاف في خطاب تلفزيوني يومي، أن كارثة إنسانية شاملة ستقع إذا لم يفرض الحلفاء منطقة حظر طيران، وهي خطوة رفضتها مراراً الولايات المتحدة، منعاً من وقوع صدام بينها وبين الروس، وفق تعبيرها.
كما تابع أن قواته أظهرت منذ أسبوعين أي منذ بدء العمليات العسكرية الروسية، أنها لن تستسلم.
صواريخ ضد المدنيين
واتهم الرئيس الروس باستخدام الصواريخ والطائرات وطائرات الهليكوبتر، ضد المدنيين والمدن والبنى التحتية، مشدداً على أن من واجب العالم الرد على ما يجري.
كذلك دعا الغرب لاتخاذ قرار سريع بشأن مقاتلات الـ "الميغ" البولندية، في إشارة منه إلى رفض الولايات المتحدة اقتراح وارسو بشأن وضع طائراتها المقاتلة من طراز ميغ-29 تحت تصرف واشنطن في قاعدة بألمانيا استجابة لدعوة أوكرانيا بالحصول عليها.
مطالبات سابقة
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني دأب خلال الأيام السابقة التي ظهر فيها على التشديد على أهمية الدعم الخارجي لبلاده من أجل مواجهة الهجمات الروسية، داعيا إلى تكثيف المساعدات العسكرية.
كما طالب مرارا بفرض حظر طيران فوق الأجواء الأوكرانية، حاثاً حلف شمال الأطلسي على اتخاذ هذا القرار.
الناتو: لن ندخل صراعاً مع روسيا
إلا أن أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، أوضح بدوره في تصريحات سابقة، أن هذا القرار قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وفيما شدد على أن الحلف مستعد للدفاع عن أي شبر من أراضي الدول الأعضاء فيه، أكد في الوقت عينه أنه لم ولن يدخل في صراع أو حرب مع روسيا.
كما حذر من أن القتال قد يؤدي لحرب واسعة النطاق في أوروبا ويفاقم المعاناة، لاسيما إذا عمد الأطلسي إلى فرض حظر طيران في الأجواء الأوكرانية.
كذلك، شدد البيت الأبيض على عدم إمكانية الاستجابة وفرض منطقة حظر طيران محدودة فوق الممرات الإنسانية في أوكرانيا، لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد الصراع وبالتالي حرب أميركية روسية.
بدورهم، أعلن مسؤولون رفيعو المستوى في الاتحاد الأوروبي، رفض فرض حظر طيران فوق أوكرانيا، لأنه قد يدخل المنطقة في حرب عالمية ثالثة.
بوتين يهدد
لاسيما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان أعلن قبل أيام أيضا أن أي محاولة لفرض منطقة حظر جوي من أي بلد آخر ستعتبر مشاركة مباشرة في الأنشطة العسكرية، بما يستوجب الرد، في إشارة إلى احتمال الدخول في صراع عسكري مع الناتو أو أي من الدول المنضوية ضمنه.
وكانت موسكو أطلقت في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية واسعة النطاق على أراضي الجارة الغربية مطالبة بنزع سلاحها الذي تعتبره مهددا لأمنها. كما طالب الكرملين مرارا بوقف توسع الناتو شرق أوروبا، ورفض ضم كييف إليه.
وقد استنفرت تلك الهجمات العسكرية التي أتت بعد أيام من اعتراف الكرملين باستقلال منطقتين انفصاليتين في الشرق الأوكراني، المجتمع الدولي برمته، وأدت إلى فرض حزمة عقوبات غير مسبوقة على موسكو.
كما أدت إلى توتر غير مسبوق بين روسيا والغرب، لاسيما الناتو والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي حذرت من أن أوروبا تمر بأخطر مرحلة أمنية وسياسية على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية.