عقد خلال الأسبوع الماضي، يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022 (Annual Pharma Media Day 2022)، بتنظيم من شركة باير، شارك فيه مجموعة من المتحدثين المتخصصين في مجالات طبية ودوائية من مناطق مختلفة من العالم. وتم تسليط الضوء على إمكانات النمو ومواصلة دفع عجلة الابتكار عبر المجالات والطرق العلاجية المختلفة، بدءاً من مرحلة تشخيص المرض إلى طرق العلاج والوقاية. وقد قدمت دعوة حصرية لملحق «صحتك» لحضور تلك المناسبة، وفي هذا المقال نتعرف على أحدث التطورات في أهم التخصصات الصحية وهي طب القلب، الكلى، علم الأورام، الرعاية الصحية للمرأة والأشعة.
– علاج أمراض القلب
تقول الدكتورة كارولين لام Carolyn Lam، الحاصلة على الدكتوراه وزمالة الكلية الأميركية والجمعية الأوروبية لطب القلب والاستشارية بمركز القلب الوطني بسنغافورة وأحد المتحدثين في يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022 – إن قصور القلب المزمن يمثل عبئاً اقتصادياً وصحياً كبيرا يؤثر على أكثر من 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وإن واحدا من كل خمسة منا سيكون عرضة لخطر الإصابة بفشل القلب خلال حياته، ولا يعيش 1 من كل 5 مرضى لأكثر من عامين مما يعني أن هذا التشخيص هو أسوأ من بعض أنواع السرطان.
فشل القلب حالة خطيرة ومعوقة وهو السبب الأكثر شيوعاً لدخول المرضى للمستشفى بعد سن 65 عاما. ويمكن أن تشمل الأعراض ضيق التنفس وصعوبة أداء الأنشطة اليومية والتورم الطرفي، ولا يعاني العديد من هؤلاء المرضى من أعراض محددة، لذلك فإن فشل القلب لا يؤخذ بجدية ويفسر على نحو خاطئ. هذا ما دعا فريق عمل فشل القلب لدى الجمعية الأوروبية للقلب، في عام 2021، نشر توجيهات جديدة تشدد على الحاجة الملحة إلى تطوير أسرع لعلاجات تأسيسية.
وحول أمراض القلب والأوعية الدموية، أكد الدكتور لارس شويشتنبرغ Lars Schwichtenberg، الرئيس الدولي للشؤون الطبية للأمراض القلبية الكلوية وأمراض القلب في باير وأحد المتحدثين في يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022 – أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعد السبب الرئيسي عالمياً للوفاة. هناك حاجة طبية متزايدة إلى إيجاد علاجات فعالة للقلب والأوعية الدموية للأعراض مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب. ويؤثر قصور القلب المزمن المصاحب بأعراض على أكثر من 60 مليون شخص حول العالم. وغالباً ما يكون مرض الكلى المزمن حالة مزمنة تتطور بشكل ساكن، مما يعني أن الأعراض قد لا تظهر حتى يصل المرض لحالة متقدمة.
ولقد تم استحداث أدوية يستخدمها ملايين البشر يومياً، تقلل من خطر تعرضهم لأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية، ومن تلك الأدوية ما يلي:
> دواء كيرينديا (Kerendia)، تم اعتماده في الولايات المتحدة لمعالجة مرض الكلى المزمن للبالغين المصابين بداء السكري من النوع 2 إضافة لفوائده للقلب وفقاً لنتائج دراسات سريرية كبيرة، وبات إطلاقه في أوروبا وشيكاً وهناك طلبات مقدمة بالفعل إلى الجهات التنظيمية في اليابان والصين.
> دواء فيركوفو (Verquvo)، الذي تم تطويره بالتعاون بين شركتي باير وميرك MSD، ويستخدم لمعالجة البالغين المصابين بمرض قصور القلب المزمن والذين خضعوا مؤخراً لمعالجة وريدية لحدوث تفاقم مفاجئ لقصور القلب. لقد أظهر هذا الدواء إمكانية لتقليل خطر الوفاة بمرض القلب والأوعية الدموية والدخول إلى المستشفى بمرض قصور القلب، واعتمد في العديد من الدول مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان.
> مثبطات العامل الحادي عشر (أ)، التي أصبحت خياراً علاجياً للمرضى الذين لم يكن لديهم حتى الآن خيار العلاج بأحد مضادات التخثر. هؤلاء المرضى، على سبيل المثال، هم من يعانون من الرجفان الأذيني ومخاطر النزيف المرتفعة في نفس الوقت.
– أدوية مرض الكلى المزمن
يقول الدكتور ديفيد تشيرني David Cherney، الأستاذ بقسم الطب الباطني في جامعة تورونتو وأحد المتحدثين في يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022 – إن مرض الكلى المزمن هو أحد أكثر المضاعفات شيوعاً الناتجة عن مرض السكري من النوع 2 (T2D) وهو أيضاً عامل خطر مستقل لأمراض القلب والأوعية الدموية ويشكل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً كبيرا للغاية، وعبئا هائلا على المرضى من حيث الحالة المرضية والوفاة وتدني نوعية الحياة. في الولايات المتحدة، واحد من كل ثلاثة بالغين معرض لخطر الإصابة بمرض الكلى المزمن ومع ذلك فإن 90 في المائة من المصابين لا يكونون على دراية بإصابتهم.
وبالتالي، فإن من الضروري مراقبة الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع 2 بصفة منتظمة لاختبار تلف الكلى، ووظائف الكلى، ما يقلل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة إلى تقليل مخاطر اللجوء إلى غسيل الكلى، وهو أمر بالغ الأهمية وذلك بسبب المضاعفات الكبيرة المرتبطة بالفشل الكلوي والتعرض لخطر تفاقم المرض. لذلك، هناك حاجة ملحة إلى علاجات جديدة لإبطاء تفاقم أمراض الكلى وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن أحدث العلاجات:
> دواء جديد كيرينديا (Kerendia)، هو مضاد لمستقبلات القشرانيات المعدنية الانتقائية غير – الستيرويدية، يعالج فرط نشاط مستقبل القشرانيات المعدنية، والذي يعتقد أنه يساهم في تفاقم مرض الكلى المزمن.
> دواء فينيرينون (Finerenone)، تعد المرحلة الثالثة لبرنامج دراسة استخدامه في مرض الكلى المزمن ومرض السكري من النوع 2 أكبر برنامج دراسة للنتائج القلبية الكلوية حتى الآن. وقد ثبت، في تحليل مجمع محدد مسبقاً للبيانات، التحقق من فعالية وسلامة الدواء واستفادة الكلى والقلب والأوعية الدموية لدى هؤلاء المرضى.
> بالإضافة إلى تطوير العلاجات المبتكرة، يجب إحراز تقدم من حيث تزويد المرضى بإمكانية الوصول إلى هذه العلاجات الجديدة.
> المراقبة المنتظمة من الطبيب للعلامات المبكرة لأمراض الكلى لدى المرضى المصابين بمرض السكري من النوع 2 تعد أمًرا أساسياً، وسيتحول هذا إلى التدخل المبكر، وإبطاء تفاقم المرض، وفي النهاية تحسين نوعية حياة المرضى.
– أدوية مرض السرطان
رغم التقدم المذهل المحقق على مدى السنوات الماضية في مجال السرطان، إلا أن العبء العام لم يتناقص وإنما في حالة متزايدة، حيث تم تشخيص ما يقرب من 20 مليون مريض بالسرطان حول العالم في عام 2020، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد بنسبة 25 في المائة في السنوات العشر المقبلة، وفقاً للدكتور روبرت لاكاز Robert LaCaze، عضو اللجنة التنفيذية لقسم الصيدلة ورئيس وحدة الأعمال الاستراتيجية لعلم الأورام في باير وأحد المتحدثين في يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022.
أضاف د. لاكاز أنه في السنوات الخمس الماضية، تم إطلاق علاج دقيق للأورام يدعى لاروتريكتينيب (Vitrakvi™ (larotrectinib)) إضافة إلى علاج سرطان البروستاتا دارولوتاميد (Nubeqa™ (darolutamide))، الذي يساهم في إطالة أعمار المرضى المصابين بسرطان البروستاتا في جميع المراحل المختلفة من المرض مما يسمح لهم بمواصلة أنشطتهم اليومية حتى يمكنهم العيش لفترة أطول والاستمتاع بحياة أفضل.
وهناك ثلاثة مجالات مستقبلية لمرضى السرطان، إذ لا تزال هناك مجالات بحثية للابتكار وتقديم أدوية فعالة لمرضى السرطان، بحسب أ.د. دومينيك روتينجر Dominik Ruettinger، رئيس قسم الأبحاث والتطوير المبكر لعلم الأورام، وهي:
> أولا: العلاج بأشعة ألفا المستهدفة (Targeted Alpha Therapy)، وهي فئة ناشئة من العلاج بالنويدات المشعة (radionuclide) المستهدفة والتي قد تعد أداةً قوية لمحاربة أنواع السرطان المتعددة التي تصعب معالجتها بشكل خاص كسرطان البروستاتا.
> ثانيا: العلاج بالخلايا وعلم الأورام المناعي (Immuno – Oncology and Oncology Cell Therapy)، والذي يتم بالتحالف الاستراتيجي مع المركز الألماني الشهير لأبحاث السرطان (DKFZ) والتعاون مع شركة (Atara Biotherapeutics) لتطوير الجيل القادم من العلاج بالخلايا التائية لمستقبلات المستضدات (CAR – T) لمعالجة الأورام الصلبة، ميزوثيلين.
> ثالثا: علم الأورام الجزيئي الدقيق (Precision Molecular Oncology)، لمعالجة الأورام مستحيلة العلاج بالطرق التقليدية، وفتح المجال لخيارات علاجية غير مسبوقة.
– صحة المرأة
> أولا: تغيير مفهوم انقطاع الطمث. تقول الدكتورة ديانا بيتنر Diana Bitner رئيسة الأطباء في طب النساء والتوليد والمدير الطبي والمؤسس المشارك لمجلة (true) ـ صحة المرأة وأحد المتحدثين في يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022 – إنه رغم مرور ملايين النساء حول العالم بانقطاع الطمث، فلا يزال هذا الجزء من حياة المرأة موضوعاً محظوًرا. يمكن لنقص إنتاج الهرمونات من المبيضين أن يؤدي إلى أعراض عديدة. والأعراض الأكثر شيوعاً فيما ورد من تقارير، والأكثر إزعاجاً، خلال المرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث هي الهبات الساخنة، واضطرابات النوم، والتغيرات المزاجية. ويمكن أن تصير مزمنة لفترة طويلة من حياة المرأة. ورغم إن أعراض انقطاع الطمث يمكن أن يكون لها أثر كبير على حياة النساء، فإن نسبة كبيرة منهن لا يزلن بلا علاج.
انقطاع الطمث يؤثر بالفعل على كل جوانب حياة المرأة، فيؤثر على صحتها، وعلى جودة حياتها، وعلى استهلاكها للرعاية الصحية، وعلى إنتاجيتها في عملها. ومن المهم تثقيف النساء للتعرف على الأعراض وتوسيع خيارات العلاج وتمكينهن من التعبير عن أنفسهن ليستطعن الحفاظ على القدرة الوظيفية وعلى جودة حياة جيدة.
> ثانيا: تنظيم الأسرة. تؤكد الدكتورة ميلدريد ندا بيتا Mildred Nadah Pita، رئيسة برامج الرعاية الصحية العالمية والاستدامة في وسط أفريقيا وأحد المتحدثين في يوم «الإعلام» الصيدلاني السنوي 2022 – أن الأسر الصحية تمثل حجر الأساس للمجتمع، ولتنظيم الأسرة الطوعي فوائد اقتصادية ومزايا اجتماعية وصحية، ولا بد من جعل وسائل منع الحمل الحديثة، بما في ذلك الحبوب والحقن واللوالب الرحمية والأجهزة المزروعة، في متناول النساء في جميع أنحاء العالم بالشراكة مع المنظمات الدولية، مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ومن خلال الاستعانة بشركاء، مثل مؤسسة بيل ومليندا غيتس، توفر باير الدعم لمبادرة التحدي التي تهدف إلى توسيع نطاق الحلول الصحية الإنجابية التي ثبتت فعاليتها بين فقراء المناطق الحضرية في المدن داخل أفريقيا وآسيا.
– طب الأشعة
تقول الدكتورة سوزانا جيراكوفا Zuzana Jirakova رئيسة الشؤون الطبية والتطوير الإكلينيكي والأشعة إن التقنيات الرقمية وسيلة لتحويل البيانات إلى رؤى قيمة يمكنها تعزيز دور خبراء الأشعة في مهمتهم لتقديم التشخيص الصحيح لمرضاهم في الوقت المناسب. وبتسخير إمكانات الذكاء الطناعي هذه، نحقق في النهاية تحسين النتائج للمرضى والأطباء المعالجين، فالجمع بين الذكاء البشري والخبرة مع الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي يدعم عملية اتخاذ القرارات المعقدة لمتخصصي الرعاية الصحية في مهمتهم لتزويد المرضى بتوجيه واضح من التشخيص وحتى الرعاية.
وتعمل باير على منصة رقمية توفر وصولاً مركزياً إلى التطبيقات الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن سير عمل التصوير الطبي لدعم عملية اتخاذ القرارات المعقدة لاختصاصيي الأشعة وفرقهم، وذلك في الوقت التي تسعى فيه لتمكين التحكم في المرض في الوقت المناسب والتدخلات للمرضى.
ومن بين التطبيقات التي ستكون متاحة مثلا أداة للذكاء الاصطناعي لطب الأشعة والتي تدعم رصد مرضى السكتة الدماغية وإعطاءهم الأولوية في بيئات الطوارئ، للحد من وقت العلاج، وحل آخر لمساعدة الأطباء على رصد عقيدات الرئة.
– استشاري طب المجتمع