فيما يتوقع أن تتواصل المحادثات التي أطلقت الشهر الماضي بين الجانبين الروسي والأوكراني من أجل وقف النار والتوصل إلى حل سياسي، تضاربت التصريحات بين الجانبين حول استمرار المحادثات اليوم.
فقد أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن المحادثات مع الجانب الروسي مستمرة اليوم الأحد، فيما نفى الكرملين بدوره، عقد محادثات مع كييف اليوم.
وقال متحدث باسم الكرملين إن المحادثات الروسية الأوكرانية ليست جارية الآن لكنها مقررة غدا الاثنين عبر تقنية الفيديو.
تفاؤل حذر
وفي وقت سابق اليوم، أعرب مفاوض أوكراني عن تفاؤل حذر. ورجح المستشار في الرئاسة ميخائيل بودولياك، إحراز تقدم في المحادثات خلال الأيام المقبلة، معتبرا أن الجانب الروسي أصبح بناء بشكل أكبر.
كما قال إنه من الممكن أن تظهر بعض النتائج خلال الأيام القليلة المقبلة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
بدوره، أكد مندوب روسي إلى المحادثات، أن هناك تقدما جوهريا. وأضاف ليونيد سلوتسكي، أنه "من الممكن الوصول إلى موقف مشترك بين الوفدين قريباً".
فيما كشف المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في تصريحات صحافية، اليوم، عدم استبعاد حصول لقاء بين الرئيسين الروسي والأوكراني، لكنه أضاف "أنه ينبغي أن تفهم موسكو ما الذي ستتم مناقشته وما يفترض أن يسفر عنه الاجتماع"، بحسب ما نقلت وكالة "انترفاكس".
أتت تلك التصريحات بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت عن وجود تغيّر "جوهري" في نهج موسكو خلال المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب.
فيما كشف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس السبت، أن تلك المحادثات ستستمر عن طريق الفيديو، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
اللقاء الأول
يشار إلى أن لقاء كان جمع الخميس الماضي، وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الأوكراني ديميترو كوليبا في تركيا، وهو الأول على هذا المستوى منذ بداية النزاع، في 24 فبراير الماضي، بعد أن عقدت ثلاث جلسات من المحادثات على مستوى الوفود، الأولى على الحدود الأوكرانية البيلاروسية والجلستين التاليتين على الحدود البولندية البيلاروسية.
وأفضت تلك اللقاءات حتى الساعة إلى وقف إطلاق مؤقت للنار في 5 مدن كبرى من ضمنها كييف، بغية إجلاء المدنيين العالقين، إلا أن تلك الهدنة المتقطعة شهدت انتهاكات عدة، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤوليات.
وكانت تلك المحادثات أطلقت بعد أقل من أسبوع على العملية العسكرية التي أطلقها الكرملين في 24 فبراير الماضي، واستتبعت استنفارا أمنيا غير مسبوق في أوروبا، وبين موسكو والغرب.
كما استدعت عقوبات قاسية ومؤلمة على روسيا، طالت العديد من المؤسسات التجارية والشركات والمصارف والأثرياء وحتى السياسيين، وعلى رأسهم بوتين ولافروف.
إلا أن الكرملين شدد أكثر من مرة أنه لن يتراجع عن تحقيق أهداف تلك العملية المتمثلة بتجريد كييف من سلاحها النوعي، الذي تعتبره موسكو مهددا لأمنها، ووقف توسع حلف الناتو في الشرق الأوروبي، فضلا عن وقف المساعي الأوكرانية للانضمام إليه أيضا.