أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس (الأحد) استمراره في تنفيذ عمليات الإسناد الجوي للجيش اليمني، على وقع المعارك المتصاعدة؛ خصوصاً في الجبهات الجنوبية من مأرب، ضد الميليشيات الحوثية التي تستميت للعام الثاني على التوالي، أملاً في السيطرة على المحافظة النفطية، وأهم معقل للشرعية.
في هذا السياق، أفاد التحالف في تغريد بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) بأنه نفذ 12 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب، خلال 24 ساعة، مؤكداً أن الضربات أدت إلى تدمير 8 آليات عسكرية، وتكبيد الميليشيات خسائر بشرية.
وكان التحالف قد أعلن أنه نفذ يومي الجمعة والسبت الماضيين 35 عملية استهداف للميليشيات الحوثية، في جبهات مأرب وحجة، موضحاً أن عمليات الاستهداف أدت إلى تدمير 22 آلية عسكرية، وتكبيد الميليشيات خسائر بشرية، قدَّرتها مصادر ميدانية يمنية بعشرات القتلى والجرحى.
ومع عدم توفُّر إحصاءات دقيقة عن خسائر الميليشيات الحوثية جراء المعارك والضربات الجوية في جبهات مأرب، فإن مصادر يمنية تقدر أن الميليشيات خسرت نحو 40 ألفاً من عناصرها خلال الـ18 شهراً الأخيرة.
في غضون ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة بالمقاومة الشعبية واصلت أمس (الأحد) عملياتها ضد الميليشيات الحوثية، على امتداد الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب.
ونقل الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) عن العميد سنان العراقي قوله: «إن ميليشيا الحوثي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في الساعات القليلة الماضية، بنيران الجيش والمقاومة، وضربات جوية مركزة».
وبحسب العراقي -وهو من القيادات الميدانية- فإن المعارك التي خاضها الجيش أدت إلى فرار قادة الميليشيات، بعد سقوط عشرات من عناصرهم بين قتيل وجريح وأسير؛ مشيراً إلى أن قوات الجيش دمرت عدداً من آليات الميليشيات ومعداتها القتالية بقصف مدفعي، في حين تم تدمير آليات أخرى بقصف جوي شنته مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأضاف أن قوات الجيش والمقاومة انتزعت 3 عربات قتالية من يد الميليشيات، واستعادت ما عليها من عتاد عسكري، خلَّفته الميليشيات قبل فرارها من المعركة على وقع الضربات المُحكمة.
وأكد القائد الميداني في الجيش اليمني، أن مقاتلات التحالف استهدفت بعدة غارات جوية مركزة تعزيزات وتجمعات الميليشيا الحوثية، وهو ما نجم عنه تدمير مدرعات وآليات تابعة لها، ومصرع جميع من كانوا على متنها.
هذه التطورات تأتي في ظل تحركات لقيادة الجيش اليمني في المناطق العسكرية المختلفة، من أجل إعادة ترتيب القوات، ومعرفة الاحتياجات من خلال لجنة عسكرية تم تشكيلها لهذا الغرض، بحسب ما أفاد به الإعلام الرسمي.
في السياق نفسه، ذكرت المصادر أن الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجَّه الحكومة بالاهتمام بالمؤسسة العسكرية ومنتسبيها، من خلال توفير كل المتطلبات والاحتياجات التي يحتاجها الجيش.
وأكد هادي خلال اتصاله بوزير دفاعه محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة صغير بن عزيز، ومع المفتش العام، وقادة المناطق العسكرية، ورؤساء الهيئات العسكرية، أنه «وجَّه الحكومة لإيلاء العناية الخاصة بملف الشهداء والجرحى، وتوفير كل الالتزامات والاحتياجات (…) والعمل على توفير الاحتياجات الملحة لهم، من خلال انتظام دفع المستحقات والحوافز والمعاشات بصورة دائمة ومتوالية».
ونقلت وكالة «سبأ» أن هادي «شدد على أهمية إيلاء الضبط والربط العسكري أولوية قصوى، باعتبارهما الأساس وحجر الزاوية في عملية البناء العسكري وتعزيز القدرات القتالية». كما شدد على «أهمية عقد اللقاءات بصورة منتظمة، للوقوف على جوانب الإنجاز والقصور، وتصحيح مكامن الخلل أينما وُجِد».
إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني «مكانة المؤسسة العسكرية ودورها الكبير (…) باعتبارها صمام أمان الوطن، والسد المنيع أمام تربصات قوى التمرد والانقلاب الحوثية الإيرانية، وأدواتهم التخريبية والإرهابية».