سيرتا مقام الإحسان
عاصمة الشرق الجزائري الدرة المزهوة ، الزمن أمامكِ بخيل بين أَطْلال و هَوَس الكلمات التي تصببت من قلمي القداح واستفزتني أوراقي البيضاء البتول حينها تركت السيل ينداح لما تَعَسَّرَت سبل الوصف في تسمية ما يليق بسيدة الإيحاء التي تستلقي بقامتها الممشوقة على الصخرة البيضاء وأخدود وادي الرمال سلسبيلا يفيض من جيدها الذي يشقها بنبعه الفياض الخارج من حدود العشق والجمال و بظِلٍّ وَارِفٍ ماج بجوٍّ من الدفء الممزوج بشيء من الحنين الذي عانق السحاب فتاه فيها من تاه ،و بيوتها التي شيدت على ضفة الصخر والوادي ما هي إلا حضارة ممتدة لأقطار كثيرة رَفَّلَتْ أواوينُها ذات العماد في ترف الفن والإبداع المتفرد ،حضارة تعزف على أوتار أجسادٍ لم تولد بعد في رحم الخيال التي لا نراها لجمال مُفْرَط خيم على تلك الأرض و تجاوز الحدود مما آلَت الخضرة الأبدية هناك حتى جعلت المدينة فردوس عجيباً يَلتَحفُ النَعيمَ، وفي حضن خضرتها البديعة ترتدي تلك المدينة أجمل أثوابها الزاهية ليستريح لها النظر في كَنَف الإبداع المتفرد وَضَعَتْ تَحَاسِينَا فِي طرقها لِتَظْهَر أَكْثَرَ رَوْنَقاً فتبدوا كأنها في فلك سابح على جسور عتيقة يوحي لحضارة مدينة وذاكرة عميقة تسرد ملايين الحضارات وكأنه كان من شواهد الانتصار ، الانكسار والحب حتى الظلام هناك أجمل. قسنطينة محراب الشوق والحب والحضارة التي فاحت مسكا مطرزا بجسورها السبع المعلقة و حصنت بصور زين رأسها بتاج من سندس امتزج الوانه فكتب زخرفا عربيا ضمّ أكبر عدد من أقدم المساجد و تربعت حسناء الشرق على أبواب القنطرة الجابية الوادي والجديد ومن وراء كل شارع و من معبر كل باب تلقاك بالزهر يقطر فتبقى للصدى المنغوم تسير فوق قاطرة الوِجْدَان تراقص العطر فيغري قلوب العشاق لمدينة تحاكي آثار سطورها العريقة لإرثها الحضاري الذي لم يطمسه التاريخ تحت انقلابات الزمن بل بقيت دُّرّةُ الملوك الباسقة لجمالها المنثور الذي صار منطقة الجذب السياحي و لطالما كانت أيضا مهد العلم والعلماء لتملأ العين بماضيها الفكري والثقافي العريق والسياسي المجيد واغترفت كل التحايا الأنيقة و تُوِّجت بحضارة الإسلام العظيمة لتبقى أسطورة لغز مَغْمُور يسطع , إِخاءا و جُودا تَدَثَّرَ به أبناؤها الذين تنبض عروقهم أَصَالَة وعزا.
بقلم/ مريم عرجون الكاتبة الجزائرية