بعد أسبوع واحد فقط من الهدوء، الذي أعقب اتفاقاً بين الأسرى الفلسطينيين وبين مصلحة السجون الإسرائيلية، عادت حالة من التوتر الشديد تسود كافة معتقلات الاحتلال، وذلك عقب إقدام إدارة معتقل النقب الصحراوي على إدخال خطباء الجمعة إلى الزنازين والاعتداء على أحد الأسرى، بذريعة تناول خطبة الجمعة لقضية الإضراب عن الطعام المقرر إعلانه في نهاية الأسبوع المقبل.
وقال نادي الأسير إن الأسرى احتجوا بشدة ورفضوا هذا الإجراء، وبدأوا بالتكبير والطرق على الأبواب، حيث هددتهم إدارة المعتقلات باقتحام الأقسام، ورش الغاز داخل الغرف. ووفقاً لما توافر من معلومات، فإن الإدارة بدأت باستدعاء قوات كبيرة من وحدات القمع إلى معتقلي «النقب» و«ريمون». وحمل نادي الأسير إدارة معتقلات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى، مطالباً بضرورة التحرك على كافة المستويات لمساندة الأسرى ووضع حد للهجمة التي تشنها إدارة المعتقلات عليهم.
يُشار إلى أن الأسرى ماضون في استعداداتهم لخطوة الإضراب المقررة في 25 من الشهر الجاري، رفضاً للهجمة المضاعفة التي تنفذها إدارة المعتقلات بحقهم. ويثير هذا الإضراب توتراً في صفوف مصلحة السجون، التي تحاول تنفيذ حملة انتقام من الأسرى بسببه. وقد اعتدى سجانو الاحتلال في معتقل «مجدو» على الأسير المريض خليل موسى مصباح من مخيم جنين، أول من أمس الخميس. وأفاد نادي الأسير بأن الأسير مصباح تعرض لاعتداء وحشي من قبل السجانين في عزل معتقل «مجدو»، وأن إدارة معتقلات الاحتلال نقلته عقب الاعتداء عليه إلى معتقل «عسقلان». وأضاف أنه وفقاً لشهادة الأسرى، فإن آثار الاعتداء على الأسير مصباح واضحة.
ولفت إلى أن الأسير مصباح المحكوم بالسجن لمدة 20 عاماً والمعتقل منذ عام 2003 هو من بين الأسرى المرضى الذين يواجهون سياسة الإهمال الطبي التي يسميها الفلسطينيون سياسة القتل البطيء. فهو يعاني من مشاكل صحية مزمنة في المعدة والأمعاء والأوعية الدموية، كما يتعرض منذ فترة لعمليات نقل وعزل من معتقل لآخر، حيث جرى نقله على الأقل أربع مرات خلال فترة وجيزة.
من الجدير ذكره أن عمليات النقل المتكررة تُشكل إحدى أبرز أدوات التنكيل بحق الأسرى، حيث يتم نقلهم عبر ما تسمى عربة «البوسطة» التي تعتبر رحلة عذاب للأسير وتشكل عذاباً مضاعفاً للأسير المريض، وتحاول إدارة معتقلات الاحتلال من خلالها سلب الأسير أي حالة «استقرار» يمكن أن يعيشها داخل الأسر.
وكانت المناطق الفلسطينية المحتلة، الضفة الغربية والقدس، قد شهدت أمس عدة مسيرات سلمية بعد صلاة الجمعة، وقامت قوات الاحتلال بقمع عدد منها وتفريقها بالقوة، ما تسبب في صدامات. وقد أصيب مواطن بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون بالاختناق، في بلدة بيتا جنوب نابلس. وأصيب العشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع. وأصيب متظاهرون في قرية بيت دجن شرق نابلس. وأصيب 8 شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق الشديد خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية. وأصيب شاب بالرصاص الحي، في شارع الشلالة وسط مدينة الخليل، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني، ووابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين، ما أدى لإصابة شاب بالرصاص الحي في قدمه، وآخر بالمعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.