جدّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي تأكيده على أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها (15 مايو «أيار» المقبل)، معلناً عن تقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ولافتاً إلى أن ما قاله نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي حول إفلاس لبنان «كان توصيفاً للواقع بطريقة علمية، والضجة حولها كانت مقصودة لبث اليأس»، بحسب ما نقل عنه وزير الإعلام زياد مكاري.
وتحدث ميقاتي، خلال ترؤسه جلسة للحكومة في السراي الحكومي أمس (الأربعاء)، عن الاجتماعات التي عقدت مع بعثة صندوق النقد الدولي، لافتاً إلى «حصول تقدم أساسي في مقاربة الملفات الأساسية المرتبطة ببرنامج التعافي الاقتصادي الذي تنوي الحكومة إبرامه مع الصندوق»، ومؤكداً في الوقت عينه أن «المناقشات لا تزال مستمرة وسنتفق على كل النقاط. وعندها نعرض الملف على مجلس الوزراء، بالتوازي مع استكمال الإصلاحات المطلوبة من لبنان وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين وإصدار المراسيم المرتبطة بها».
وأشار ميقاتي إلى ما قاله نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي حول إفلاس لبنان، قائلاً: «صحيح أننا أمام واقع اجتماعي واقتصادي صعب يعاني منه اللبنانيون، ولكننا بالتأكيد لن نستسلم وسنظل نعمل في سبيل وضع البلد على سكة التعافي بالتعاون مع الجميع، وما قاله نائب رئيس الحكومة في هذا الصدد، كان يهدف إلى دعوة الجميع للتعاون للخروج من الواقع الصعب الذي نعيشه وتوصيف هذا الواقع بطريقة علمية»، معبراً عن استغرابه لـ«الضجة التي رافقت هذا الكلام، وهي كانت مقصودة بهدف بث الذعر واليأس وتيئيس اللبنانيين أكثر فأكثر، لأن أساس المشكلة بدأ يوم تخلّف لبنان عن دفع السندات المستحقة، فيما نحن في ورشة عمل مستمرة بهدف البحث في كيفية دفع كل الالتزامات الداخلية والخارجية».
وتطرق ميقاتي إلى ملف الانتخابات النيابية، مؤكداً أن «وزارة الداخلية ماضية في الخطوات الأساسية لإجراء هذا الاستحقاق في موعده، وبأفضل الظروف التي تؤمن نزاهة الاقتراع والحياد التام للدولة وأجهزتها». ولفت إلى أنه وقع المراسيم المتعلقة بالقوانين المرتبطة بتمويل العملية الانتخابية «بعدما وردتنا بالأمس من المجلس النيابي وأحلناها على رئاسة الجمهورية وهي ستسلك طريقها إلى التنفيذ لإتمام هذا الاستحقاق». واعتبر أن «كلام التشكيك بحصول الانتخابات والحديث عن عراقيل إدارية ولوجيستية قد تعيق إجراءه مجرد كلام وتحليلات، فهذا الاستحقاق سيجري في موعده لأنه يشكل أولاً مطلباً لبنانياً وخطوة أساسية على طريق التغيير الذي ينشده اللبنانيون وفرصة للشباب اللبناني ليعبّر عن تطلعاته وطموحاته. كما أن هذا الاستحقاق يشكل أيضاً مطلباً من جميع أصدقاء لبنان لأنه يشكل أحد أبرز وجوه الديمقراطية، وفرصة إضافية لدعم أساسي للبنان للنهوض بعد إنجاز هذا الاستحقاق، أيا كانت توجهات الناخبين والنتائج الانتخابية».
وتناول ميقاتي موضوع الأحداث الأمنية التي حصلت مؤخرا في طرابلس، فشدد على «وجوب ضبط الأمن»، طالباً من وزير الداخلية والبلديات عقد اجتماع فرعي لمجلس الأمن في طرابلس و«اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة». كما طلب في الموضوع الاجتماعي من الوزراء المختصين «تكثيف عمل الأجهزة الرقابية لمكافحة الغلاء والاحتكار».